نصف مهاراتك قد تصبح بلا قيمة .. كيف تعيد بناء قيمتك السوقية؟

نصف مهاراتك قد تصبح بلا قيمة .. كيف تعيد بناء قيمتك السوقية؟
مؤسس ومدير مبادرة "مستقبل التعليم العالمي" بافيل لوكشا

"في غضون 10 سنوات، قد تجد نفسك تملك مهارات لا يطلبها أحد، والاستعداد للمستقبل يتطلب التركيز على أنواع جديدة من المهارات"، بحسب تصور مؤسس ومدير مبادرة "مستقبل التعليم العالمي" الدكتور بافيل لوكشا.

ويقول لوكشا لـ"الاقتصادية" خلال مؤتمر تنمية القدرات البشرية في الرياض، إن أكثر من 50% من المهارات التي يتم استخدامها اليوم ستفقد أهميتها قريبا، نتيجة للتحوّلات الجذرية التي يشهدها سوق العمل العالمي.

ويتضمن المؤتمر أكثر من 100 جلسة موزعة على 4 منصات، تعنى بتبادل الخبرات واستعراض نماذج مبتكرة لتمكين الأفراد والمجتمعات، وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات لتطوير حلول مستدامة تواكب التغيرات العالمية المتسارعة.

لوكشا يوضح، أن تحوّلات سوق العمل تتمثل في الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، وقوى عاملة روبوتية مقبلة، وتغير احتياجات المستهلكين والتنظيمات.

لكنه يستدرك أن "هذا لا يعني فقط أن ملايين الوظائف ستختفي، بل إن الأفراد سيواجهون تحديا وجوديا"، لكن كيف يعيدون تأهيل أنفسهم ليحافظوا على قيمتهم في سوق عمل يتغير باستمرار؟.

للإجابة على هذا السؤال، يقول الدكتور لوكشا، إن النظام التعليمي الذي يعتمد عليه اليوم لا يختلف كثيرا عن النماذج التي وضعت قبل أكثر من 200 عام، حين كانت المجتمعات أبسط، والحياة أبطأ، وكان الطفل يتعلم كثيرا من بيئته المحيطة.

أما اليوم، فقد تغيّرت أنماط الحياة، وتقلّص دور البيئة الطبيعية والاجتماعية في التعليم، ما يؤكد الحاجة إلى مراجعة أعمق لطريقة التعلّم وليس فقط للمحتوى، بحسب مؤسس ومدير مبادرة "مستقبل التعليم العالمي".

ويشارك في المؤتمر، أكثر من 300 من القادة وصنّاع السياسات والخبراء من 38 دولة، ممثلين للقطاعات الأكاديمية والخاصة وغير الربحية.

وبحسب لوكشا، فإن الاستعداد للمستقبل يتطلب التركيز على أنواع جديدة من المهارات، أهمها المهارات الوجودية مثل التفاؤل، الحسم، والمبادرة، التي تساعد الإنسان على فهم ذاته واتخاذ قراراته بثقة، مهارات التفاعل الإنسانية، مثل التعاون والتواصل والتفاهم.

وذلك علاوة على المهارات البيونية، وهي القدرة على التفاعل مع التقنية والذكاء الاصطناعي، والمهارات البيئية التي تعكس فهم الإنسان لدوره في الحفاظ على الطبيعة والتعامل معها كجزء من منظومة اقتصادية مستدامة.

ويشير إلى أن هذه المهارات التي تعرف تقليديا باسم "المهارات الناعمة"، ليست مجرد صفات إضافية كما يصوّرها النموذج القديم، بل يجب الاعتراف بها كمهارات أساسية يمكن تعلمها وتطويرها، ولها دور حاسم في تمكين الأفراد من مواجهة التغيرات والتفاعل مع عالم سريع التحول.

وفي هذا الإطار، يرى لوكشا أن التعامل مع فجوة المهارات لا يجب أن يكون رد فعل متأخر، بل خطة استباقية وإستراتيجية تستشرف شكل الاقتصاد القادم وتستعد له من الآن.

كما يرى أن "مدارس مسك" من النماذج التعليمية الحديثة في السعودية، تركز على بناء مهارات التعاون، الإبداع، والمبادرة لدى الطلاب، ما يعكس فهما متقدّما لأهمية تمكين الإنسان، وليس فقط تزويده بالمعلومة.

الآن مع تسارع تغيّرات سوق العمل واختفاء كثير من المهارات، لم يعد السؤال ماذا تتقن؟ بل هل ما تتقنه ما زال مطلوبا؟

 

الأكثر قراءة