شركات التجزئة السعودية ترفع مبيعاتها الإلكترونية إلى 21% من إيراداتها خلال 2024
سجلت شركات التجزئة المدرجة في السوق السعودية نموا في مبيعاتها عبر المنصات الإلكترونية خلال العام الماضي، مع استمرار تحول المستهلكين نحو التسوق عبر الإنترنت.
بحسب تقرير وحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، بلغت مبيعات شركات (جرير، إكسترا، السيف غاليري، النهدي، الدواء، والماجد للعود) عبر المتاجر الإلكترونية نحو 7.1 مليار ريال، ما يعادل 21% من إجمالي مبيعات هذه الشركات البالغة 34.5 مليار ريال خلال العام الماضي.
وتمثل هذه النسبة أعلى مستوى يتم تسجيله في السنوات الأربع الماضية التي جمعتها "الاقتصادية"، بنمو بلغ 3.6 نقطة مئوية مقارنة بعام 2023، وهو ما يعكس تسارع التحول الرقمي في القطاع وتزايد الثقة في الشراء الإلكتروني من قبل المستهلكين.
زيادة تركيز شركات التجزئة على تنمية مبيعاتها عبر التجارة الإلكترونية أمر مبرر نتيجة الأرقام الكبيرة في هذا القطاع، ولا سيما أن أغلب المستهلكين هم من فئة الشباب، إضافة إلى ارتفاع معدل استخدام الإنترنت، وكذلك سهولة عمليات الدفع الإلكتروني.
"إكسترا و جرير" الأكثر انكشافا
تعد شركتا "إكسترا" و "جرير" الأكثر انكشافا على قنوات التجارة الإلكترونية من بين الشركات محل التقرير، بعدما شكلت مبيعاتهما عبر متجرهما الإلكتروني نحو 24% من إجمالي المبيعات.
إكسترا التي تعد أول شركة تجزئة في السعودية تقدم خدماتها من خلال المنصات الإلكترونية حققت مبيعات عبر منصاتها الإلكترونية 1.4 مليار ريال، وبنمو سنوي 31%، في حين لم يتجاوز نمو إجمالي المبيعات 8%.
من جهتها، حققت "جرير" مبيعات من خلال المنصات الإلكترونية بلغت 2.5 مليار ريال، بزيادة قدرها 25%، مقارنة بارتفاع طفيف في الإيرادات الإجمالية لم يتجاوز 2%.
شركات التجزئة في السعودية تتنافس على استقطاب وجذب عملائها، فيما كان التركيز واضحا على الجذب إلى منصاتها الإلكترونية التي شهدت منافسة قوية، من خلال تطوير تجربة العملاء سواء من التحديث المستمر لتلك المنصات أو التطبيقات.
"منافذ البيع" نمو غير مشجع
شهدت بعض الشركات تراجعا في أداء منافذ البيع التقليدية، حيث انخفضت مبيعات الفروع لدى "جرير" بنسبة 2.4% لتصل إلى 7.9 مليار ريال، رغم الزيادة في عدد المعارض.
فيما حققت "إكسترا" نموا طفيفا بمعدل 2.5% في مبيعات المعارض بعد تراجعها في العام الذي سبقه، في حين لا يزال الأداء جيد في بقية شركات التجزئة، ولاسيما صيدلية الدواء والنهدي إضافة إلى الماجد للعود، مع طبيعة منتجات الأخيرة التي ربما تفرض تواجد العميل في منفذ البيع، لذلك نرى حصة مبيعات "الأون لاين" لا تزال الأدنى بين الشركات عند 6%.
التجارة الإلكترونية في السعودية
يأتي هذا الأداء في ظل توسع التجارة الإلكترونية في السعودية، بدعم مباشر من الحكومة من خلال برامج التحول الرقمي وتعزيز استخدام المدفوعات الإلكترونية، ضمن رؤية السعودية 2030، وبالأخص برنامج تطوير القطاع المالي الذي يستهدف رفع نسبة التعاملات غير النقدية إلى 70% بحلول عام 2025.
تشير بيانات البنك المركزي السعودي إلى استمرار زيادة الإنفاق عبر التجارة الإلكترونية التي ترصد من خلال بطاقات "مدى" فقط التي قاربت 200 مليار ريال العام الماضي لتمثل 14% من إنفاق المستهلكين.
وحدة التحليل المالي