السعودية تعزز شراكتها الإستراتيجية مع إندونيسيا في قطاع التعدين وصناعتي الأغذية والأدوية
تسعى السعودية إلى تعزيز شراكتها الإستراتيجية مع إندونيسيا في قطاع التعدين وصناعتي الأغذية والأدوية، عبر وفد رفيع المستوى من منظومة الصناعة والتعدين يزور إندونيسيا.
يرأس الوفد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف، في زيارة رسمية إلى إندونيسيا خلال الفترة من 15 إلى 17 أبريل الجاري؛ وذلك لتعزيز الروابط الاقتصادية الثنائية وجذب الاستثمارات النوعية إلى السعودية، والبحث عن فرص استثمارية متبادلة في قطاع التعدين، وعدة قطاعات صناعية تتقدمها الأغذية والأدوية ومكونات السيارات، وتتماشى هذه الزيارة مع أهداف رؤية 2030 لتنويع الاقتصاد وتحويل السعودية إلى قوة صناعية رائدة على مستوى العالم.
وسيشارك الوفد في اجتماعات إستراتيجية رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين الحكوميين من شتى الوزارات، كما سيلتقي قادة كبرى شركات التعدين والأغذية والأدوية الإندونيسية، إضافة إلى القطاعات الصناعية الإستراتيجية الأخرى، وستشمل الاجتماعات الرئيسية في العاصمة جاكرتا، لقاء وزير الطاقة والموارد المعدنية، ووزير الصناعة، إضافة إلى اجتماعات مع قيادات في القطاع الخاص، تشمل الرئيسة التنفيذية لشركة PT Vale، ورئيس شركة BioPharma.
وتعد إندونيسيا شريكًا إستراتيجيًا للسعودية في منطقة جنوب شرق آسيا، إذ بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين 22.5 مليار ريال بنهاية عام 2023، شكلت الصادرات السعودية منها 15 مليار ريال، فيما بلغت قيمة الواردات الإندونيسية أكثر من 7.5 مليارات ريال، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية والرغبة المتبادلة لتوسيع آفاق التعاون المشترك، واستغلال الفرص المتاحة في القطاعات الحيوية، وعلى المستوى الدولي بلغت صادرات إندونيسيا إلى العالم خلال عام 2024 نحو 814 مليار ريال، بزيادة سنوية قدرها 1.3%.
ويُعد قطاع التعدين من أبرز القطاعات التي تبحثها الزيارة المرتقبة، حيث تعيش السعودية مرحلة مهمة لتطوير قطاعها التعديني؛ لتعظيم استفادة الاقتصاد الوطني منه في تنويع مصادر الدخل، واستكشاف ثروة معدنية هائلة تكمن في أراضيها تقدّر قيمتها بأكثر من 9.3 تريليونات ريال، في وقت تُظهر فيه المؤشرات الاقتصادية امتلاك إندونيسيا ثروة معدنية غنية، حيث بلغت صادرات إندونيسيا من الوقود المعدني نحو 251 مليار ريال، ما يفتح المجال أمام فرص واعدة لتعزيز التعاون بين السعودية وإندونيسيا في قطاع التعدين والمعادن.
وتُعد استثمارات السعودية في شركة Vale Indonesia، التابعة لعملاق التعدين العالمي "فالي"، مثالًا على اهتمام السعودية بتعزيز استثماراتها التعدينية في إندونيسيا، وتُعد شركة Vale Indonesia من أبرز منتجي النيكل، وهو عنصر رئيس في بطاريات السيارات الكهربائية، ويدعم ذلك التعاون توجه السعودية نحو الاستثمار في الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية، ويشكل خطوة إستراتيجية لتأمين المواد الحيوية اللازمة للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
كما تركز الزيارة على تطوير التعاون بين البلدين في قطاع صناعة الأغذية التي تعد من أبرز 12 قطاعًا صناعيًا تركز على تطويرها وتوطينها الإستراتيجية الوطنية للصناعة، ويُعد "التجمع الغذائي في جدة"، الذي يمثل أكبر منطقة صناعية غذائية في العالم، محورًا مهما للتعاون بين الجانبين، حيث يُشكل مركزًا إقليميًا لإنتاج وتوزيع المنتجات الغذائية الحلال، بما ينسجم مع مكانة إندونيسيا بوصفها أكبر سوق للمنتجات الحلال عالميًا، كما يتمتع التجمع بموقع إستراتيجي بالقرب من ميناء جدة الإسلامي، الذي يسهل الوصول إلى إفريقيا وأوروبا وآسيا، ما يُعزز من فرص التصدير الإقليمي والعالمي.
وفي ديسمبر 2023، وقّعت السعودية وإندونيسيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال اعتماد المنتجات الحلال والاعتراف المتبادل بشهاداتها؛ بهدف توحيد المعايير وتيسير إجراءات التصديق، بما يقلل العوائق التجارية ويفتح أسواقًا جديدة أمام المنتجات الإندونيسية في السعودية ودول الخليج العربي.
وتعد شركة "Indofood" من الشركات الإندونيسية الغذائية الرائدة في السوق السعودية منذ عام 1986، وتتجه لتوسيع عملياتها في السعودية.
وتُهيئ زيارة وزير الصناعة والثروة المعدنية إلى إندونيسيا، لمرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية، يركز فيها الجانبان على بناء شراكة إستراتيجية طويلة الأمد تعود بالنفع على اقتصاداتهما المحلية، وتسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدين.