قيود "إنفيديا" تُكبّل الأسهم الآسيوية مع تصاعد الحرب التجارية
تراجعت الأسهم الآسيوية بشكل طفيف وانخفضت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية، مع استمرار التوترات التجارية من دون بوادر تهدئة، بعد أن أعلنت شركة "إنفيديا" أن الولايات المتحدة فرضت قيوداً جديدة على بعض صادرات الرقائق إلى الصين.
انخفضت عقود مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 1.3%، في حين تراجعت عقود مؤشر "إس أند بي 500"، 0.8%، بعد هبوط سهم "إنفيديا" في تداولات ما بعد الإغلاق.
وسجل الذهب مستوى قياسياً جديداً مع تصاعد الطلب على الأصول الآمنة. وقاد الفرنك السويسري واليورو المكاسب مقابل معظم العملات الأخرى. كما واصلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسبها لليوم الثاني، بعد أن تحدث مسؤول أمريكي عن احتمال تعديل القواعد بما قد يخفض تكاليف التداول على البنوك.
شهد المتداولون تقلبات حادة بسبب سلسلة من الأخبار المتعلقة بالتعريفات الجمركية، إذ أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أيضاً تحقيقاً بشأن الحاجة إلى فرض رسوم على المعادن الحيوية.
وأربكت التحولات المتكررة في سياسات الرسوم الجمركية الأسواق العالمية هذا الشهر، إذ يجد المستثمرون صعوبة في اتخاذ مراكز طويلة الأجل بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالإعلانات السياسية القادمة من واشنطن.
توترات متزايدة
قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والإستراتيجية في "بنك ميزوهو" في سنغافورة، تعليقاً على قيود "إنفيديا": "هذه الخطوة مقلقة لأمرين. أولاً، إنها تُظهر الطبيعة المتقلبة لسياسات ترمب التجارية، حيث تم التراجع عن تنازلات سابقة مُنحت لإنفيديا. ثانياً، هذا يشير إلى أن التوترات الكامنة بين الولايات المتحدة والصين لا تزال محتدمة، رغم أنها تبدو هادئة على السطح".
وفي تداولات ما بعد الإغلاق، وسّعت "إنفيديا" خسائرها لتتجاوز 6% بعد إعلانها أن الحكومة الأمريكية ستبدأ في طلب تراخيص لتصدير شرائح "H20" إلى الصين، في تصعيد جديد للقيود التي سبق وأن عارضتها الشركة علناً.
وحذّرت الشركة من أن الخطوة ستؤدي لتكاليف بنحو 5.5 مليار دولار في شكل رسوم مرتبطة بـ"المخزون، والالتزامات الشرائية، والاحتياطيات ذات الصلة" المرتبطة بسلسلة شرائح "H20"، وذلك خلال الربع المالي الأول.
واجهت أوروبا وأمريكا صعوبات في التوصل إلى توافق بشأن الخلافات التجارية هذا الأسبوع، حيث قال مسؤولون في البيت الأبيض: إن معظم الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على التكتل لن تتم إزالتها. ومن المقرر أن يزور كبير المفاوضين اليابانيين العاصمة الأمريكية بين 16 و18 أبريل لبدء محادثات رسمية مع نظرائه الأمريكيين.
في غضون ذلك حث ترمب الصين على التواصل معه لبدء مفاوضات، وذلك بعدما أمرت بكين شركات الطيران الصينية بعدم استلام أي طائرات إضافية من "بوينج". وأفادت "وول ستريت جورنال"، نقلا عن أشخاص مطلعين، أن إدارة ترمب قد تستخدم مفاوضات الرسوم الجمركية للضغط على شركاء التجارة الأمريكيين للحد من تعاملاتهم مع الصين.
وقال مارك كرانفيلد، إستراتيجي الأسواق في "ماركتس لايف": "هذا الأسبوع قصير في معظم المراكز المالية الكبرى، مع إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الجمعة، وهذا يعني أن المستثمرين معرضون لتقلبات طويلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قد تظهر تطورات مفاجئة تتعلق بالرسوم الجمركية. ونظرا إلى أن الرئيسين ترمب وشي جين بينغ لا يبدوان بصدد إجراء أي محادثات حالية، فإن تبني موقف دفاعي سيكون هو الخيار المفضل للمتداولين".
تحركات بنك اليابان
في اليابان، ارتفعت السندات لأجل 30 عاماً مع تراجع التقلبات في سوق سندات الخزانة الأمريكية، وبعد أن ألمح محافظ بنك اليابان، كازوو أويدا، إلى إمكانية اتخاذ خطوات استجابة للرسوم الجمركية الأمريكية، وقال أويدا لصحيفة "سانكيه" إن تعريفات إدارة ترمب قد تجبر البنك المركزي الياباني على التدخل.
نما الناتج المحلي الإجمالي للصين 5.4% في الربع الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً للبيانات التي نشرها المكتب الوطني للإحصاء يوم الأربعاء. وجاء هذا الأداء أفضل من التقديرات التي توقّعها خبراء اقتصاديون استطلعت "بلومبرغ" آراءهم، والذين رجّحوا نمواً بـ5.2%.
كما ارتفعت مبيعات التجزئة في شهر مارس 5.9% على أساس سنوي، وهو أسرع معدل نمو منذ ديسمبر 2023، وأعلى بكثير من الزيادة المتوقعة البالغة 4.3%. وبدورها، سجلت الإنتاجية الصناعية نمواً بـ7.7%، متجاوزة أيضاً التوقعات بشكل ملحوظ.
وانخفض اليوان إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقد مقابل اليورو، وسط موجة التعريفات التي تهدد بإعادة توجيه تدفقات التجارة بعيدا عن الصين، ويستعد المستثمرون أيضاً لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول الاقتصاد في وقت لاحق من يوم الأربعاء.