"العجلة الدوارة" سلاح نتفليكس في مقاومة العواصف الاقتصادية

"العجلة الدوارة" سلاح نتفليكس في مقاومة العواصف الاقتصادية
شركة نتفليكس أضافت 18.9 مليون مستخدم جديد حول العالم خلال الربع الرابع من العام الماضي. "جيتي"

في وقت تزداد فيه المخاوف بشأن تدهور الاقتصاد وتراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى أدنى مستوياتها التاريخية، فاجأت نتفليكس الأسواق بإعلان نتائج أرباح قوية للربع الأول من العام، متجاوزة توقعات وول ستريت، ومؤكدة ثبات رؤيتها الإيجابية لـ 2025.

هذا الموقف الواثق من عملاق البث الترفيهي يأتي في وقت يتعرض فيه عديد من القطاعات الأخرى، ولا سيما التجزئة والملابس، لضغوطات شديدة بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي التي أججها تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حسبما ذكرت مجلة فورتشن.

في مكالمة مع المستثمرين، أكد الرئيس التنفيذي المشارك جريج بيترز أن نتفليكس لم تتأثر كثيرًا بالأوضاع الاقتصادية المتقلبة. وأوضح أن الشركة تتابع الوضع الاقتصادي باهتمام، لكنه أضاف: "لا يوجد شيء مهم يُذكر"، مشيرًا إلى استقرار معدلات الاحتفاظ بالمشتركين واستمرار التفاعل القوي مع المحتوى.

ويرى خبراء أن إنفاق المستهلكين على الترفيه غالبا ما يبقى مستقرا خلال فترات الركود، وهو ما منح نتفليكس أفضلية نسبية. كما أشاروا إلى مرونة خطط الاشتراك التي تتيح للمستخدمين التوفير، بما في ذلك الخطة المدعومة بالإعلانات مقابل 8 دولارات شهريًا.

ورغم أن الإعلانات لا تزال تشكل جزءا صغيرا من إجمالي الإيرادات، إلا أن الشركة تدرك احتمال تباطؤ السوق الإعلانية نتيجة خفض الشركات نفقاتها. لكنها ترى أن أدوات الإعلان الجديدة التي تقدمها نتفليكس تُسهم في تعزيز جاذبية منصتها للمعلنين، ما يساعد على تعويض أي ضعف محتمل.

سجلت الشركة إيرادات بلغت 10.54 مليار دولار خلال الربع الأول، متجاوزة توقعات السوق التي بلغت 10.51 مليار دولار. كما بلغت الأرباح لكل سهم 6.61 دولار، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 5.71 دولار.

وفي تحول إستراتيجي، قررت نتفليكس هذا الربع عدم الإفصاح عن عدد المشتركين الجدد، وهي خطوة كانت قد مهدت لها مسبقًا العام الماضي، معتبرة هذا المؤشر لم يعد كافيًا لقياس نمو الشركة في ظل تنوع باقات الاشتراك وتوسع نشاط الإعلانات.

بحسب تقرير حديث لصحيفة وول ستريت جورنال، لا تزال نتفليكس متمسكة بخطتها لرفع قيمتها السوقية إلى تريليون دولار خلال الأعوام الـ5 المقبلة. وتهدف إلى مضاعفة إيراداتها الحالية، وتسجيل نمو بثلاثة أضعاف في دخلها التشغيلي بحلول عام 2030، كما تسعى إلى تحقيق 9 مليارات دولار سنويًا من الإعلانات.

في آخر مرة أعلنت فيها عن نمو عدد المشتركين، كانت الشركة قد أضافت أكثر من 18.9 مليون مستخدم جديد حول العالم خلال الربع الرابع من العام الماضي، بالتزامن مع رفع سعر خطتها القياسية إلى 17.99 دولارًا شهريًا.

رغم التقلبات الاقتصادية، يبدو أن نموذج نتفليكس المستوحى من إستراتيجية "العجلة الدوارة" التي تعتمدها أمازون، لا يزال يدور بقوة، ليؤكد أن الترفيه الرقمي قد يكون من بين القطاعات القليلة القادرة على مقاومة العواصف الاقتصادية.

الأكثر قراءة