القطاع الاستهلاكي ينضم لطفرة اكتتابات الأسهم السعودية
تستعد مجموعة من شركات الأغذية والمشروبات السعودية لإجراء طروحات جديدة للأسهم في اكتتابات ستختبر توقعات المستهلكين في اقتصاد يقاوم آثار توقعات انخفاض أسعار النفط لفترة أطول.
تُعد سلسلة القهوة "هاف مليون" (Half Million) وشركة صناعة البسكويت "ديمه" (Deemah) من بين الشركات التي تواصلت مع بنوك بشأن طرح عام أولي، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وتشمل الصفقات الأخرى الجاري التحضير لها مقاهي "بارنز" (Barn’s)، و"حاشي باشا" (Hashi Basha)، التي تدير سلسلة من المطاعم التي تقدم لحوم الإبل في القائمة.
ولم يتسن الوصول إلى ممثلي شركة "هاف مليون" للتعليق، كما رفض ممثلو "ديمه" التعليق.
زيادة الإنفاق الاستهلاكي في السعودية
اندفاع الشركات نحو البورصة يتزامن مع جهود السعودية لفتح قطاع الترفيه في إطار جهودها لتقليص اعتمادها على النفط. وأتاح ذلك للسكان فرصاً أكبر لإنفاق أموالهم على الترفيه، الذي ارتفعت حصته من الإنفاق بمقدار الثلثين بين عامي 2017 و2024، وفقاً لشركة "كابيتال إيكونوميكس".
انعكس ذلك على زخم الطروحات العامة الأولية في السعودية العام الماضي، حيث شكلت إدراجات شركات الأغذية والمشروبات حصة كبيرة من الاكتتابات الجديدة. ومع ذلك، وبينما تسعى الشركات إلى الاستفادة من زخم إنفاق المستهلكين السعوديين، لا يزال بعض المحللين يحذرون.
قال نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم الأبحاث في "سيكو بنك": "لم ترتفع الرواتب بقدر تزايد سبل الإنفاق في السنوات القليلة الماضية". وأضاف أن العديد من متاجر البقالة وسلاسل المطاعم المدرجة حذرت مؤخراً من الضغط على الدخل المتاح للإنفاق لدى المستهلكين.
مخاطر تهدد الاستهلاك
أعلنت "مطاعم أمريكانا"، التي تدير سلاسل مطاعم مثل "كيه إف سي" و"بيتزا هت" و"تي جي آي فرايديز" في أنحاء الشرق الأوسط، أن طلب المستهلكين بدأ يتراجع خلال العام الماضي. وقد يتعرض الاقتصاد لمزيد من الضغوط إذا استمر انخفاض أسعار النفط، ودفع الحكومة إلى تقليص الإنفاق.
وأضاف لاخوتيا: "أحد العوامل المهمة المساهمة في توقعات نمو الاستهلاك ينبع من انتقال المغتربين إلى السعودية. لذا، إذا كان هناك بعض التباطؤ في مجالات مثل المشاريع، فقد يؤثر ذلك على النمو المستقبلي في الاستهلاك والإنفاق".
كلمة السر.. التقييمات
وبالنسبة للطامحين في الاكتتابات العامة الأولية الذين يراهنون على إقبال المستهلكين على الإنفاق، فإن تحديد التقييم المناسب سيكون أمراً بالغ الأهمية، لا سيما في ظل ضعف الاكتتابات الأولية لبعض الشركات الإقليمية البارزة في الأشهر القليلة الماضية. ورغم أن الصفقات الأخيرة في السعودية حققت أداءً جيداً نسبياً، فمن المرجح أن يكون المستثمرون أكثر حرصاً.
قال سانات ساشار، مدير المحافظ الاستثمارية في "أزيموت دي آي إف سي" في دبي: "مع تداول معظم الشركات دون أسعار الاكتتابات العام الأولي أو بالقرب منها، فإن قوة نموذج العمل والتقييم هي المفتاح الآن".