هل انتهى زمن التسوق الرخيص على "شي إن" و "تيمو"؟
بدأت منصات التجارة الإلكترونية الصينية الكبرى، مثل "تيمو" و "شي إن"، رفع أسعار بعض المنتجات الموجهة للمستهلكين الأمريكين بدءا من اليوم، وذلك استجابة للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس ترمب على البضائع الصينية.
في تصريجات منفصلة، أكدت الشركات أن "القيود التجارية رفعت من نفقات التشغيل"، مشيرة إلى أنها ستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على الأسعار في مستويات منخفضة، وفقا لـ "نيكاي آسيا".
من جانبها، أعلنت منصة تيك توك شوب أن زيادات الأسعار ستُطبق بدءا من الأحد على بعض المنتجات المتأثرة بالرسوم. ورغم هذه التصريحات، لم تحدد المنصات نسبة الزيادة أو قائمة المنتجات المتأثرة، في ظل مراقبة دقيقة لردود فعل المستهلكين الأمريكيين. قال غاو تشانغ تشون، مدير معهد شنتشن لأبحاث التجارة الإلكترونية، إن المنصات "تتجنب الإفصاح الكامل لتبقي على مرونة في اتخاذ القرار".
نظرًا لحساسية المستهلكين تجاه ارتفاع الأسعار، توقع غاو انخفاضًا في الطلبات على المدى القصير مضيفاً أنه من المتوقع أن يتحمل البائعون الصينيون جزءًا من تكاليف الرسوم الجمركية أيضًا. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية، وخفض النفقات الأخرى، وتحسين سلسلة التوريد لتعويض هذا التأثير.
منذ توليه الرئاسة في يناير، رفع ترامب الرسوم الجمركية على واردات الصين إلى 145%، بينما تخضع بعض السلع لرسوم إجمالية تصل إلى 245%. كما أنهى "بشكل مفاجئ" قاعدة الحد الأدنى، الذي كان يسمح بدخول الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار من دون رسوم. كان هذا الإعفاء ركيزة أساسية لنموذج الأعمال منخفض التكلفة للغاية الذي تستخدمه عديد من المنصات الصينية التي تشحن مباشرة إلى المستهلكين الأمريكيين.
بدءا من 2 مايو 2025، ستُفرض رسوم تصل إلى120% أو رسوم ثابتة تتراوح بين 100 إلى 200 دولار على الطرود الصغيرة القادمة من الصين وهونج كونج، مع زيادات إضافية مقررة في الأول من يونيو، وسط توقعات بحدوث اختناقات جمركية. ودفعت الرسوم الجمركية والنهاية الوشيكة للواردات المعفاة من الرسوم الجمركية منصات البيع المباشر للمستهلك إلى كبح جماح الإعلانات.
وفقاً لشركة الأبحاث سينسور تاور، خفّضت "تيمو" نفقات الإعلان 90% خلال الفترة من 8 إلى 21 أبريل، مقارنة بالأسبوعين السابقين. وقلّصت "شي إن" إعلاناتها 50%، بينما خفضت "علي إكسبرس" إنفاقها الإعلاني 30%.
في الوقت ذاته، سجلت "تيمو" انخفاضا في عمليات تنزيل التطبيق في الولايات المتحدة بنسبة 65%، و"شي إن" 35%، و "علي إكسبرس" 25%.
يأتي ذلك بالتزامن مع تراجع ثقة التجار. قال أحد البائعين في أحد المنصات: "أرسلنا شحنات تكفي لثلاثة أشهر، ولكننا نتردد في رفع الأسعار، لأن أكثر من 70% من إيراداتنا تأتي من السوق الأميركي، ورفع الأسعار قد يفقدنا العملاء." ينتظر تجار التجزئة والعلامات التجارية في الولايات المتحدة ليروا رد فعل المنافسين وما إذا كانت الرسوم الجمركية المرتفعة ستظل سارية. صرّح ترامب هذا الأسبوع أنه عندما تتوصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق، فإن الرسوم "ستنخفض بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر". نفت بكين أي مفاوضات تجارية مع الولايات المتحدة، إلا أنها تدرس بعض الإعفاءات من الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها بنسبة 125%.
مع ذلك، يرى محللون صينيون أن البلاد ما تزال تحتفظ بميزة تنافسية لا يمكن تقليدها. ويقول غاو: "رغم ارتفاع التكاليف، تبقى البنية التحتية الصناعية في الصين متقدمة جداً، ما يجعل سلاسل الإمداد الصينية صعبة الاستبدال."