من الحرمين إلى الدرعية والعلا.. السياح الأجانب ينفقون 800 مليار ريال في 9 أعوام

من الحرمين إلى الدرعية والعلا.. السياح الأجانب ينفقون 800 مليار ريال في 9 أعوام

تعد السعودية اليوم من أبرز الوجهات السياحية الصاعدة على مستوى العالم، حيث تشهد تحولا جذريا في قطاع السياحة ضمن رؤية السعودية 2030.

لطالما كانت السعودية وجهة دينية يقصدها المسلمون من أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة؛ لكن القطاع السياحي خارج هذا الإطار ظل محدودا لسنوات، واليوم، تبرز السياحة كأحد القطاعات الواعدة التي تمتلك مقومات طبيعية وثقافية هائلة.

فمن جبال العلا الساحرة إلى شواطئ البحر الأحمر الخلابة؛ ومن الدرعية التاريخية إلى مشاريع المستقبل في نيوم والقدية؛ تقدم السعودية تجربة سياحية متنوعة تمزج بين الأصالة والابتكار. هذا إلى جانب استضافة كبرى الفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية، التي عززت من مكانة السعودية كوجهة متكاملة للسياحة والاستكشاف.

 

كيف عملت السعودية لتحفيز السياحة؟

ضمن إطار رؤية 2030، عملت السعودية على تحفيز القطاع السياحي من خلال حزمة من المبادرات والسياسات الاستراتيجية؛ فعملت على منظومة للسياحة من خلال 6 جهات رئيسية: وزارة السياحة، الهيئة السعودية للسياحة، وكذلك صندوق التنمية السياحي، والهيئة السعودية للبحر الأحمر، وبرنامج الربط الجوي، وكذلك مجلس التنمية السياحي.

هذه الجهات الـ6 الرئيسية تكاتفت للعمل على عديد من التشريعات والمبادرات وكذلك دعم الاستثمارات، فقامت السعودية وللمرة الأولى خلال عام 2019 بإصدار تأشيرات سياحية وفتح أبوبها أمام السياح، ومن ثم إطلاق منصة "روح السعودية" الهادفة إلى ترويج الفعاليات والأنشطة المتنوِّعة حول السعودية.

قبل ذلك، كانت السعودية تواصل إطلاق مشاريعها السياحية العملاقة، من مشروع البحر الأحمر وأمالا، إلى جوهرة السياحة السعودية "الدرعية"، إضافة إلى عديد من المشاريع السياحية، مثل مشروع "القدية" ومشاريع سياحية في "نيوم" و"العلا"، لتسابق الزمن في تنفيذ تلك المشارع.

هذه المشاريع العملاقة وخلافها وجهت بوصلتها لمشاركة القطاع الخاص في تنفيذها، ما انعكس على حجم الاستثمارات في هذا القطاع، حيث تضاعفت قيمة الاستثمارات السياحة من 1.2 مليار ريال عام 2021 إلى 14.8 مليار ريال بنهاية العام الماضي.

كما قام صندوق التنمية السياحي، أحد الممكنات في المنظومة، بتسهيل عملية الاستثمار؛ فعلى سبيل المثال، مول الصندوق 64 مشروعا بقيمة تجاوزت 10.9 مليار ريال خلال الفترة 2021-2023.

 

 

800 مليار ريال إنفاق السياح الأجانب

خلال الأعوام التسعة الماضية (2016-2024) أنفق السياح الأجانب نحو 816 مليار ريال، وسط نمو قوي في الإنفاق، لاسيما العامين الماضيين، واللذين سجل الإنفاق فيهما 141 مليار و154 مليار على التوالي.

تجاوز الإنفاق السياحي حاجز 1.2 تريليون ريال خلال 8 أعوام الماضي (2016-2023) بمتوسط إنفاق سنوي نحو 155 مليار ريال،.

كان النصيب الأكبر من الإنفاق للسياحة الوافدة، الذي مثل 53% مقابل 47% للسياح المحليين، وسط مساع حكومية تركز على السائح المحلي ثم الخليجي ثم الدولي.

من عام 2017 وحتى الآن لم يخلُ عام من إطلاق مشاريع سياحية أو إطلاق مواسم وإقامة مهرجانات جديدة أو إحداث تنظيم جديد في القطاع السياحي، ما أسهم في تنامي الإنفاق بشكل واضح.

كان الإنفاق على الأغراض الدينية يمثل نحو 60% من إنفاق السياح قبل الرؤية؛ إلا أن تنوع المشاريع السياحية والترفيهية قلص هذا التركيز إلى 55% بنهاية عام 2023، رغم تنامي الأخيرة وسط مستهدفات للحجاج والمعتمرين.

 

 

100 مليون سائح

تجاوزت السعودية خلال عام 2023 مستهدفات الرؤية قبل موعدها بـ 7 أعوام، فيما يتعلق بعدد السائحين، بعد تخطيها حاجز 100 مليون سائح محلي وأجنبي، ما دفع الحكومة إلى رفع المستهدف لعام 2030 إلى 150 مليون سائح.

أسهمت هذه الزيادة الكبيرة في عدد السياح في ارتفاع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، لتصل إلى 4.4%، مع استهداف 10% بحلول 2030، إضافة إلى توليد مزيد من الوظائف وتوطينها عبر برامج خاصة.

منذ 2016، بلغ عدد السياح في السعودية نحو 564 مليون سائح؛ شكّل السياح المحليون نحو 79% منهم، فيما بلغ عدد السياح الأجانب نحو 118.7 مليون سائح خلال الفترة.

 

ميزان إيجابي لمدفوعات السفر

أدى ارتفاع إنفاق السياح الأجانب إلى تحسن بند السفر في ميزان المدفوعات السعودي، الذي سجل فائضا للعام الثالث على التوالي ولأول مرة، مقارنة بعجوزات سابقة قبل عام 2018.

خلال العام الماضي، حقق بند السفر فائضا قياسيا بلغ نحو 50 مليار ريال، بزيادة 8% عن العام السابق، رغم ارتفاع الإنفاق السياحي خارج السعودية أو ما يعرف بالسياحة المغادرة بنسبة 17% خلال الفترة نفسها.

الأكثر قراءة