من البنية التحتية إلى الضيافة والنقل.. السعودية تحدث نقلة في خدمة ضيوف الرحمن ضمن الرؤية
أحدثت السعودية نقلة نوعية في خدمة ضيوف الرحمن وزوار الحرمين ضمن رؤية 2030، حيث امتدت من تسهيل إجراءات الدخول وإصدار التأشيرات إلى تطوير البنية التحتية والنقل والضيافة والسياحة والرعاية الصحية، بحسب مستثمرين تحدثوا لـ"الاقتصادية".
وسجلت السعودية رقما تاريخيا لعدد المعتمرين من خارج المملكة خلال 2024، حيث بلغ عددهم 16.9 مليون معتمر، متجاوزة المستهدف والمقدر بـ 11.3 مليون معتمر.
وبحسب التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024، فإن مؤشر زيادة عدد المعتمرين من خارج السعودية أحد مؤشرات الوعود التي تضمنتها وثيقة الرؤية، حيث إنه بعد إطلاقها في 2016، تم تحسين منهجية احتساب أعداد المعتمرين ما نتج عنه تحديث لقيمة خط الأساس، لتصبح 6.2 مليون معتمر من الخارج في 2016.
السعودية تحقق أرقاما قياسية في استضافة المزيد من المعتمرين من الخارج كل عام إذ حقق المؤشر اتجاها تصاعديا متواصلا بعد نزوله في 2020 نتيجة لتبعات جائحة كورونا، ثم أخذ في تجاوز مستهدفاته السنوية لثلاثة أعوام على التوالي منذ 2022 وحتى 2024.
تسهيلات في الإجراءات
يعود هذا التقدم إلى العديد من المبادرات التي تهدف لتمكين أكبر عدد من المسلمين في شتى بقاع الأرض من تأدية نسكهم بيسر وسهولة ومن ذلك تسهيل إجراءات الدخول عبر المنافذ والمطارات، وتوسيع نطاق منح التأشيرات لزيارة السعودية، إضافة إلى رقمنة الخدمات، وتطوير البنية التحتية التي أصبحت تستوعب عددا أكبر من ضيوف الرحمن.
قال لـ"الاقتصادية" حسن فلالي رئيس اللجنة الوطنية لحجاج الداخل في اتحاد الغرف التجارية السعودية: إن هناك جهودا كبيرة تبذلها المملكة ممثلة في جميع الجهات الحكومية المعنية وذلك لخدمة ضيوف الرحمن، حيث قدمت تسهيلات في خدمة ضيوف الرحمن من حيث الخدمات الرقمية والأمنية التي لها أثر كبير في تحقيق مستهدفات رؤية 2030.
أهمية دعم الصناعات الوطنية
فلالي أشار إلى أن الإنجازات التي تحققت وأسهمت في زيادة أعداد ضيوف الرحمن كان لها أثر في زيادة المشاريع الوطنية وارتفاع الناتج المحلي، مؤكدا على أهمية دعم وتمكين الصناعات الوطنية وتعزيز وجودها لضيوف الرحمن في قطاع الإعاشة، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتماشيا مع رؤية 2030، حيث إن الصناعات الوطنية أصبحت منافسة عالميا في الجودة.
وناشد فلالي مقدمي الخدمات من مطوفي حجاج الخارج ومن المؤسسات والشركات لحجاج الداخل بدعم الصناعات الوطنية حيث كان لها أثر كبير من خلال دعمها في المواسم الماضية، مشيرا إلى أن ذلك يسهم في بناء اقتصاد مزدهر يعتمد على سواعد أبنائه المواطنين.
السعودية أطلقت برامج ومبادرات ومشاريع فاعلة تخدم ضيوف الرحمن وزوار البيت ومنها إطلاق برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي أحدث نقلة نوعية في كل جوانب التجربة من خلال مواءمة الجهود وتنسيق العمل بين الجهات المختلفة.
وشملت التحولات النوعية التي شهدتها الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن "مبادرة الطريق إلى مكة" إذ اختصرت طريق إجراءات الدخول إلكترونيا، بينما يسرت منصة نسك التجربة، حيث بإمكان الحاج والمعتمر والزائر تخطيط رحلته الإيمانية بسهولة، وإلى جانب ذلك أصبح التنقل سلسا عبر وسائل نقل متنوعة من ضمنها قطار الحرمين ومشروع حافلات مكة.
مشاريع مستمرة
قال لـ"الاقتصادية" عدنان مكي رئيس اللجنة الوطنية للعمرة والزيارة في اتحاد الغرف السعودية: إن توسعة الحرمين أسهمت بشكل كبير في استقطاب أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار، إضافة إلى تطوير البنية التحتية، وإنشاء فنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة تستوعب الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن.
وأشار إلى المشاريع التطويرية المستمرة في مجال الفنادق والإعاشة، إضافة إلى التسهيلات المقدمة من وزارة السياحة للمستثمرين في قطاع الإيواء والفنادق ومنحهم التراخيص بكل سهولة، سواء الفنادق القائمة أو الجديدة التي تحتاج إلى تراخيص.
وأكد أن شركات العمرة والزيارة تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات للمعتمرين والزوار، والعمل على إثراء تجربة ضيوف الرحمن وتعريفهم بجولات للمآثر التاريخية الموجودة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، مبينا أن هناك دعما وتشجيعا من وزارة الحج والعمرة لشركات العمرة وذلك لمعايشة تجربة المعتمر وخدمة ضيوف الرحمن.
زيادة استخدام وسائل النقل
وقال مكي إن هناك مشاريع واسعة وكبيرة في مجال المواصلات خصوصا حافلات مكة وقطار الحرمين وقطار المشاعر المقدسة التي أسهمت في سرعة انتقال ضيوف الرحمن من مكة إلى المدينة والعكس بشكل كبير، إضافة إلى العمليات التطويرية التي أدت إلى الزيادة في أعداد المستخدمين لوسائل النقل المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن.
وأشار إلى عمليات التطوير والجهود الكبيرة في تقديم تسهيلات إضافية لخدمة المعتمرين والزوار في مجال وسائل النقل وبأسعار مناسبة، إذ يوجد تعاون كبير من الجهات المعنية، مبينا أن هناك إقبالا كبيرا على المواقع الأثرية في السعودية من قبل ضيوف الرحمن والزوار.
وأكد وجود تقدم كبير في مشاريع رؤية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن من حيث الخدمات الرقمية واستخدام أساليب الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت أكثر من 80% من أعمال الخدمات إلكترونية.
وتمتاز مكة المكرمة والمدينة المنورة ببنية تحتية متطورة تتضمن شبكة مواصلات حديثة تربط منافذها البرية والجوية بموانئ ومطارات السعودية، ويأتي ذلك تسهيلا لحركة نقل قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمشاعر المقدسة لتمكين أداء مناسكهم بسهولة وطمأنينة تبرز 3 مشاريع تقدم حلولا لتنقل ضيوف الرحمن وهي مشروع حافلات مكة وقطار الحرمين السريع وقطار المشاعر المقدسة إذ تتكامل هذه المشاريع فيما بينها بهدف توفير رحلات تنقلية تضمن راحة المستفيدين وتيسر رحلتهم.
في 2022 بلغ عدد المستفيدين من مشروع حافلات مكة 29 مليون مستفيد، بينما ارتفع عددهم في 2024 إلى 58 مليون مستفيد.
جودة الخدمات
قال لـ"الاقتصادية" إبراهيم المزيني نائب رئيس المجلس التنسيقي لحجاج الداخل: إن هناك خدمات كبيرة تقدم لضيوف الرحمن لمواكبة رؤية 2030 من تطور في إنجاز المشاريع وجودة الخدمات من حيث الخدمات التقنية، حيث باتت جميع العمليات التي تقدم لخدمة ضيوف الرحمن بشكل آلي.
وأكد أن سرعة الخدمات والتقنيات الرقمية أسهمت في زيادة أعداد ضيوف الرحمن، لافتا إلى زيادة المشاريع الحكومية من توسعة الحرمين، ودعم عمليات النقل والمواصلات، وتوسعة قطاع الإيواء والعديد من المشاريع.
وأشار إلى أن هناك عمليات تنظيمية في قطاع النقل في طرق مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لمواكبة زيادة أعداد ضيوف الرحمن وتحقيقا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.
رعاية صحية متكاملة
قال لـ"الاقتصادية" عبد القادر جبرتي رئيس مجلس إدارة شركة مخيم النور للحج ونائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سابقا: إن هناك نقلة حضارية كبيرة يلتمسها جميع الحجاج والمعتمرين وكل زوار السعودية، تتمثل في الخدمات التطويرية والتقدم الرقمي والرعاية الصحية المتكاملة.
وأكد أن هناك جهودا كبيرة تقدم للحجاج والمعتمرين من حيث الرعاية الصحية التي تشمل أفضل الخدمات الطبية، موضحا أن السعودية تمتلك أجهزة طبية متطورة إلى جانب الكوادر المتميزة.
جبرتي أشار إلى الانجازات التي تحققت من مبادرة طريق مكة من تسهيلات في عمليات التأشيرات والنقل والإيواء، حيث تتم هذه التجهيزات من بلدان ضيوف الرحمن وصولا إلى مكة المكرمة وتقدم بأحدث التقنيات الرقمية التي تميزها عن بقية العالم.
تقدم السعودية خدمات غسيل الكلى وعمليات القلب المفتوح والقسطرة القلبية وغيرها من الخدمات وهذه الجهود تؤكد حرص المملكة وعنايتها الشديدة بالحفاظ على صحة وسلامة الحجاج خلال أدائهم مناسك الحج.