السعودية تدعم مستهدفات رؤية 2030 باكتشافات جديدة للغاز وتنويع مصادر الطاقة

السعودية تدعم مستهدفات رؤية 2030 باكتشافات جديدة للغاز وتنويع مصادر الطاقة
ارتفعت الطاقة الإنتاجية للغاز إلى 13 مليار قدم مكعب يوميا.

تسرع السعودية خطواتها لتنويع مصادر الطاقة ضمن مستهدفات رؤية 2030، عبر إطلاق أكثر من 20 مشروعا ومبادرة، منذ بداية 2017 حتى نهاية العام الماضي.

من بين المشاريع والمبادرات التي اعتمدتها السعودية، إطلاق البرنامج الوطني للطاقة المتجددة ومبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، ومشروع المسح الجغرافي لمشروعات الطاقة المتجددة، وإطلاق المركز الوطني للطاقة المتجددة.

وذلك إضافة إلى مشروع سدير وسكاكا للطاقة الشمسية، فضلا عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي المصاحب، واعتماد أطر تشريعية وتنظيمية تدعم مستهدفات الرؤية في مجال تنويع مصادر الطاقة.

وبحسب مختصين في قطاع الطاقة تحدثوا لـ"الاقتصادية"، قفزت السعودية إلى مصاف الدول في تنويع مزيج الطاقة مدفوعة باكتشافات للغاز الطبيعي ومكامن الزيت واستثمارات متسارعة في تخزين الطاقة، ما أسهم في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة وتفعيل النقل المستدام باستخدام الهيدروجين.

الغاز الطبيعي ركيزة جديدة
مع الاكتشافات الحديثة، ارتفعت الطاقة الإنتاجية للغاز من 8.3 مليار قدم مكعب يوميا في 2018 إلى 13 مليار قدم مكعب يوميا في 2024، وفق التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030.

الاكتشافات الأخيرة، خاصة في الشرقية والربع الخالي، عززت مكانة المملكة كمركز عالمي موثوق لإمداد الطاقة، مع تحقيق اكتشافات تضمنت 19.5 مليون قدم مكعب قياسية يوميا من الغاز في الربع الخالي.

وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور علي البريدي، رئيس شركة الحلول الاستشارية، إن هذه الاكتشافات تعزز مرونة السعودية الجيوسياسية وتدعم القطاعات الصناعية مثل البتروكيماويات والتعدين، بفضل وفرة الطاقة منخفضة التكلفة.

السعودية تواصل أيضا فكّ ارتباطها واعتمادها على الوقود السائل التقليدي، مع تزايد إنتاج الغاز، وتسريع الانتقال نحو مصادر طاقة منخفضة الكربون.

أحد أكبر 10 أسواق لتخزين الطاقة
في الوقت ذاته، تبرز السعودية كأحد أكبر 10 أسواق عالمية لتخزين الطاقة، مع قدرة حالية تبلغ 26 جيجاوات، ومستهدف 48 جيجاوات بحلول 2030.

وفي قطاع الطاقة المتجددة، وضعت السعودية نفسها في مصاف الكبار عبر مشروعات رائدة مثل الشعيبة، سكاكا، والغاط، محققة أرقاما قياسية عالمية في خفض تكلفة إنتاج الكهرباء الشمسية وطاقة الرياح. كما أطلقت أطرا تنظيمية جديدة مثل مشروع المسح الجغرافي للطاقة المتجددة وضمنت عائدا اقتصاديا ثابتا للمستثمرين عبر الشركة السعودية لشراء الطاقة.

من جانبه، أشار لـ"الاقتصادية" الدكتور علي بوخمسين، الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية، إلى أن الاكتشافات رفعت السعودية إلى المرتبة السادسة عالميا من حيث احتياطات الغاز بواقع 324 تريليون قدم مكعب، وإلى المرتبة التاسعة إنتاجا بـ105 مليارات متر مكعب سنويا.

بوخمسين أضاف، أن القطاع الصناعي، الذي يستهلك 48% من إجمالي الكهرباء المنتجة، سيكون المستفيد الأكبر مع استهداف رفع مساهمته إلى 60% من الناتج المحلي بحلول 2030.

أوضح، أن السعودية التي تمتلك بالفعل واحدة من أكبر الثروات النفطية في العالم، تضع نفسها اليوم بين كبار منتجي الغاز، وتخطو بثبات نحو بناء منظومة طاقة مرنة، مستدامة، ومنخفضة الكربون، مدعومة بإستراتيجية تنويع فريدة تشمل النفط، الغاز، الطاقة المتجددة، والتخزين.

منظومة متكاملة تشمل كفاءة الطاقة
بدوره، قال المهندس فهد السبيعي، مختص الطاقة، إن التحولات الجارية في السعودية بمجال الطاقة لم تعد تقتصر على تنويع المصادر فقط، بل تمتد إلى بناء منظومة متكاملة تشمل الابتكار التقني وكفاءة الطاقة.

أضاف السبيعي، أن الاستثمارات الكبيرة في تقنيات احتجاز الكربون والهيدروجين الأخضر، إلى جانب مشاريع الطاقة المتجددة، تعزز قدرة السعودية على تلبية الطلب المحلي المتزايد وضمان استدامة إمداد الطاقة لدول العالم، ما يجعلها لاعبا رئيسا في قطاع الطاقة.

السبيعي أشار إلى أن الاكتشافات الجديدة للغاز تدعم بشكل مباشر إستراتيجية السعودية في التحول نحو اقتصاد أكثر تنوعا وأقل اعتمادا على النفط التقليدي، ما يسهم في دعم الصناعات التحويلية.

الأكثر قراءة