صناعة نجم أولمبي
نتائج مخيبة في أولمبياد ريو دي جانييرو للبعثة السعودية، والحقيقة أنها لم تكن لتتجاوز الخيبة في طموحات من يقرأ الأحداث بواقعية قبل انطلاق التجمع العالمي الكبير.
لم يكن لدينا آمال يمكن وصولها إلى الإنجاز عدا تلك المرتبطة بالعداء يوسف مسرحي قبل وقوعه في شراك المنشطات، ما سواه كان حضورا شرفيا متوقعا.
أما وقد أغلقنا ملف أولمبياد الريو، ففي قراءته كثير من العبر والدروس، لمقبل الأيام، متى ما كانت القراءة موضوعية وصادقة مع الذات قبل الآخرين.
في الريو، ثبت أن إدارة الألعاب الفردية تحتاج إلى إعادة نظر وتقييم وهيكلة جديدة، لا يمكن أن نبحث عن الإنجاز والاتحادات تنتظر من الأندية تقديم المواهب كما تفعل في الألعاب الجماعية الأكثر جماهيرية، ولذلك أقترح أن تدار اتحادات الألعاب الفردية كما الأندية، تبحث هي عن المواهب في المدارس والجامعات والأحياء، تستقطبهم وتوفر لهم التأهيل البدني المنهجي لخوض المنافسات.
في لعبة الرماية مثلا، لدينا مواهب جمة، كونها إرثا ثقافيا شعبيا ضاربا في جذور المجتمع، ولا يحتاج اتحاد اللعبة إلى أكثر من استقطاب هذه المواهب، وتأطيرها بقوانين اللعبة أولمبيا وتسهيل انضمامهم للمنافسات، بتوفير منح علمية وعملية للموظفين والدارسين الموهوبين فيها.
ما يقال عن الرماية، يقال عن الفروسية والسباحة، والعدو، كلها رياضات محببة لأبناء المجتمع صغارا وكبارا، تسكنهم تجاهها قيم تتعدى حدود الرياضة، إلى الفخر والمباهاة الاجتماعية، وهي قيم دافعة ومنتجة متى تم استثمارها وتعزيزها واستخلاص الإيجابيات منها.
.. من أجل احتواء هذه المواهب، وإطلاقها للعالم، نحتاج إلى فتح مدارس وأندية خاصة للرماية، الفروسية، العدو، والسباحة، تحت إشراف اللجنة الأولمبية ذاتها، تكون عقود مدربيها وإدارييها مرتبطة مباشرة بها، وتقديم مغريات عملية وعلمية للمنضمين، كالتفرغ من العمل للموهوبين المتوقع إنجازهم، أو بعثات دراسية للطلاب في الجامعات داخليا وخارجيا.
مشروع صناعة نجم أولمبي، لا يمكن أن ينجح باقتسام الأدوار وضياعها بين اللاعب والنادي و"الأولمبية"، بل يفترض أن يكون مشروعا توفر له إدارته المباشرة المحيطة بكل التفاصيل، وعسى في المقبل تغيير يبشر بمستقبل واعد، وإنا لمنتظرون.