دروس الجولة
أعتقد أن الجولة الأولى في تصفيات آسيا المونديالية، قالت للجميع، إن كل شيء ممكن، وإن المستويات متقاربة جدا ويمكن للكل أن يغلب الكل.
في مباراة اليابان والإمارات، سار السيناريو كما يحب الأشقاء الإماراتيين، رغم الهدف الياباني المبكر، وكشفت تفاصيل اللقاء أن المنتخب الياباني المخيف بسمعته، أصبح محفوظا للآسيويين، لم يجدد في طريقته ولا في عناصره، واعتقد أنه سيعاني كثيرا في هذه التصفيات.
مباراة إيران وقطر، أظهرت وجها آخر لكرة القدم، لعب العنابي مباراة كبيرة، وكان الأفضل والأقرب للفوز، وخذلته غلطة حارسه في الربع الأخير، فخسر نقاطا كانت في متناول اليد.
اللقاء الأغرب كان مواجهة الكوريين لأندادهم الصينيين، مباراة سلم غالبية مشاهديها بتفوق أبناء سول لها بعد تقدمهم بثلاثية نظيفة، فجأة انقلبت الأمور، وتحول الكوريون إلى مدافعين بعد هدفين مباغتين من الصينيين، وبقاء أكثر من ربع ساعة على النهاية، كانت دقائق مجنونة صاخبة، علمت الكوريين درسا للمستقبل.
الجولة الأولى، كشفت أن خطأ واحدا يدمر جهد مجموعة كما فعل كلودا أمين في مباراة طهران، وكشفت أن تميزا فرديا للاعب واحد قد يدفع فريقه للفوز كما فعل أحمد خليل بكراته الثابتة في طوكيو وزميله حارس الفريق الأبيض، وأن الجمهور قد يسبب رعبا للضيوف مثلما حدث للعراقيين أمام أستراليا. الدرس الأهم الذي ظهر في الجولة الأولى، هو أهمية السير في التصفيات باستراتيجيات مرحلية، تتعاطى مع كل حدث على حدة وتفصل بين نتائجه، فنتائج الفرق ضد بعضها قد تخدم آخرين ليسوا مرشحين، وتسقط مرشحين آخرين، كما لليابانيين أمام الإماراتيين وعلى أرضهم.
فيما يخص أخضرنا، لم يكن مقنعا إطلاقا في أدائه، ونرجو تطوره في الجولة المقبلة، إيمانا بأنه يملك من الإمكانات والرصيد الفني ما يعزز أداءه. لم يعجبني الهولندي مارفيك، ظل طوال المباراة يسلك الطريق ذاتها، ويرى بعينه أن النتيجة ذاتها تتكرر، ويستمر في سلك نفس الطريق، وهذا خطأ لا يسمح به الوقت. غاب عن فريقنا في المباراة الخبث الكروي، كان فريقا مكررا في كل لحظات المباراة، لم نر اللاعب الذي يخترق الحصون ويبث الرعب في المنافس ويربك صفوفه، لم نشاهد لاعبا يتولى إدارة المواجهة، يحمل هم الوصول للمرمى المقابل، وفي الختام حصلنا على النقاط الثلاث من نقطة الجزاء، نتيجة رائعة بلا مستوى، أفضل بلا شك من مستوى مع خسارة.
اعتقد أننا سنبدأ في نسج الحلم، إذا خرجنا بالعلامة الكاملة من جولتين، وسنحافظ على الآمال بالتعادل، وعلينا أن نؤمن بأننا نستطيع، وأن دروس الجولة الأولى تؤكد ذلك.