قصاصات عازب متطرف!

[email protected]

"شفت ؟ هذي آخرة الزواج" عبارة أطلقها صديقي الذي يحلو لبعض رفاقه تسميته بـ(زعيم رابطة عزّاب الرياض) بعد أن سلمني مجموعة من الأخبار الصحفية التي عكف طوال الأسبوع الماضي على جمعها من الصحف المحلية مطالباً إياي بالكتابة في هذه الزاوية عن المخاطر والكوارث التي ينتظرها المتزوجون في كل أنحاء العالم, ومهدداً في حال رفضت الحديث عن هذه القضية بأنه سيتقدم بقصاصات الأخبار التي تعب في جمعها إلى أي كاتب صحفي آخر، طالباً منه نفس الطلب إضافة إلى أنه سيطالبه بفضحي عبر زاويته بتهمة أنني متآمر على القراء ولا أريد أن أكشف لهم النهاية الحتمية لكل من تسول له نفسه الزواج في هذا العصر حسب رأيه!
ولا أخفيكم أنني لطالما أسميت هذا الصديق بـ(السبيكة) وهو مصطلح شعبي دارج يُطلق على كل من يعاني خللا عقليا ظاهرا رغم معارضة الكثير من الأصدقاء, لكنني لم أستطع هذه المرة أن أطلق عليه اللقب نفسه, فالرجل جاء حاملاً أدلة موثقةً على الكوارث التي يحذر منها, ولابد من التروي والنظر إلى القضية من جميع الزوايا قبل الحكم على عقله وإلصاق الألقاب به!
كانت أولى القصاصات التي بين يدي خبرا منشورا في إحدى صحفنا المحلية فحواه أن أحد الأزواج في مدينة جدة سدد سبع طعنات لزوجته , ولا أعلم لماذا اضطر هذا الزوج المتهور إلى تسديد سبع طعنات تحديداً, وهل لذلك علاقة بعدد أيام الأسبوع مثلاً بحيث قرر أن يسدد طعنة عن كل يوم من أيام الأسبوع فكانت النتيجة مأساوية بهذا الشكل, أم أنه الحقد الدفين الذي تفجر في داخله فجأة وأفقده السيطرة على نفسه فجاء عدد الطعنات بدون حساب؟!
الغريب في الخبر أن الجاني وبمجرد انتهائه من جريمته البشعة اتصل هاتفياً بذوي الضحية ليحضروا لإسعافها, وهذا يوضح أن عملية الطعن عملية متعبة وتهد الحيل!!
أما القصاصة الثانية فكانت تحمل خبراً عن تحطيم زوجة متهورة جمجمة زوجها في المدينة المنورة وترحيله من الحياة الدنيا بشكل بشع وسريع, وقد استخدمت هذه الزوجة الأربعينية (يد الهاون) في عملية تحطيم جمجمة القتيل أثناء نومه بسبب مشاكل عائلية كما أشار الخبر, ومع أنني كنت أعتقد أن (الهاون) أو (النجر) قد انقرض منذ سنوات إلا أنني اكتشفت من هذا الخبر أنه مازال مستخدماً وأن استخداماته أصبحت أكثر تعدداً من قبل, ما يدعوني إلى نصح جميع المتزوجين الذين يحتفظون بمثل هذه الأداة في بيوتهم إلى التخلص منها فوراً واستبدالها بآلة كهربائية حفاظاً على جماجمهم أثناء نومهم!
ومن قصاصة تحمل جريمة زوجية بشعة إلى قصاصة تحمل الأكثر بشاعة تنقلت وأنا أتذكر ملامح صديقي أثناء حديثه عن كارثية الزواج, ثم قررت أن ألبي رغبته في نقل تحذيره الشديد للقراء, فهي وجهة نظر تستند إلى دلائل وسكاكين ويد هاون, ولايمكنني مصادرتها رغم معارضتي الشديدة لها, كما لايمكنني مصادرتها لأنني لا أرغب مطلقاً في أن ينفذ هذا الصديق تهديده بفضحي في زاوية زميل آخر وقد يعمد الزميل الآخر إلى توجيه ضربة تحت الحزام لي إن فكر في وصفي بأنني ممن يؤمنون بالمثل القائل (اللي يخاف من العفريت يطلع له), حمانا الله وإياكم من عفاريت الجن والإنس ولا تنسوا أن تستبدلوا أي (هاون) في منازلكم بالآلات الكهربائية كما أخبرتكم, فلا يوجد شيء مضمون في هذا العالم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي