تجنيد أطفال اليمن والصمت الأممي
أرقام مخيفة كشف عنها الدكتور محمد العسكر وزير حقوق الإنسان اليمني بشأن تجنيد عصابة الحوثي الإرهابية للأطفال اليمنيين وزجهم في جبهات القتال، حيث أفصح عن تجنيد أكثر من 20 ألف طفل منذ الانقلاب في 2014. المثير للدهشة والريبة هو صمت منظمة الأمم المتحدة عن تلك الانتهاكات المروعة التي تمارسها العصابة ضد الطفولة رغم اعترافها في أكثر من تقرير بتلك الانتهاكات والتجنيد القسري.
لم تنتهك جماعة الحوثي حاضر اليمن فحسب، بل مارست انتهاك مستقبله أيضا ــ وفق وصف العسكر ــ عبر تجنيد الأطفال وتهجيرهم من مدارسهم وقراهم وزجهم في جبهات القتال، وتغذيتهم بالأفكار الإرهابية الهدامة وزرع الكراهية في أنفسهم، والتي ستجعل منهم قنابل موقوتة في وجه أهلهم وناسهم ووطنهم، ولم تكتف بهذا الأمر بل زادت وتاجرت بأشلائهم وسط صمت أممي يدعو للريبة والغرابة.
لا يتوقف انتهاك الطفولة عند هذا الحد، فقد ذكرت تقارير رسمية عن مقتل أكثر من 1300 طفل على يد الحوثيين منذ بداية انقلابهم على الحكومة الشرعية، عبر نيران مدفعيتهم التي تصب حممها القاتلة على رؤوس الأهالي في أكثر من مدينة وقرية، ولا تفرق بين أحد سواء مدني أو مقاتل يذود عن أرضه ويدافع عن بلاده ضد الهيمنة المجوسية الإيرانية التي اتخذت من جماعة الحوثي الإرهابية ذراعا لها.
كل شيء واضح وفاضح لجرائم الحوثيين وانتهاكهم للطفولة أمام مرأى من منظمات الأمم المتحدة، بل إنها أدرجت الجماعة للعام الثالث على التوالي في قائمتها السوداء في انتهاك حقوق الأطفال، ومع ذلك ما زالت صامتة ولم تتدخل رغم مناشدات التحالف العربي والحكومة اليمنية لها مرارا بالتدخل لوقف تلك الانتهاكات التي تمارس في كل يوم ضد الأطفال والأبرياء.
الأمم المتحدة وعبر منظماتها الإنسانية مطالبة بوقف تلك الانتهاكات التي تمارسها الجماعة الحوثية، ومساعدة التحالف العربي في مساعيه لاستقرار اليمن وتنميته، وأن تعيد النظر في مواقفها البعيدة كل البعد عن الواقع والتي تتهم فيها التحالف أحيانا مستعينة بتقارير تبثها جماعة الحوثي رغم يقينها التام أن تلك الجماعة هي أكبر منتهك لحقوق الأطفال في العالم.