تضاعف الاهتمام والمخاوف حول تبني التحول الرقمي خلال عامين
مع الخطوات التي تخطوها جميع المؤسسات والمنظمات في رحلة التحول الرقمي، باتت حتمية الوصول إلى التحول الرقمي مسألة وقت، فخلال العام الجاري تضاعف الاهتمام في منطقة الشرق الأوسط بضعف ما كان عليه منذ عامين، أي في عام 2017، فقد كشف استبيان عالمي شمل رجال الأعمال العاملين في منطقة الشرق الأوسط أن 66 في المائة من الرؤساء التنفيذيين في المنطقة يرون أن التحول الرقمي والأمن السيبراني يمثلان أكبر التحديات أمام شركاتهم.
وأشار الاستبيان الصادر عن مؤسسة Headspring إلى وجود زيادة ملموسة في المخاوف حيال التحول الرقمي والأمن السيبراني مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عامين، حيث وجد استبيان مماثل أجري عام 2017 أن 25 في المائة فقط من المديرين المشاركين في الاستبيان أقروا باعتبار هذه القضايا على رأس قائمة مخاوفهم.
وأوضحت نتائج الاستبيان أبرز التحديات الماثلة أمام الأعمال في منطقة الشرق الأوسط في الاستبيان الأخير، مقارنة بتقرير سابق صادر عام 2017، وذلك من حيث نسبة المشاركين ممن وضعوا هذه الأمور على رأس قائمة اهتماماتهم ومخاوفهم، التي تمثلت في التحول الرقمي والأمن السيبراني والإدارة المالية.
فقد نمت المخاوف والاهتمام بالتحول الرقمي بنسبة 66 في المائة في مقابل 23 في المائة في عام 2017 وهو ما يمثل أكثر من ضعف زيادة الاهتمام، في حين نمت المخاوف والاهتمام بالأمن السيبراني بنسبة 63 في المائة مقابل 24 في المائة في عام 2017، كما كان نمو الاهتمام بمجال الإدارة المالية بنسبة 38 في المائة أي بزيادة قدرها 8 في المائة مقارنة بعام 2017 الذي كانت نسبة المخاوف والاهتمام فيه آنذاك 30 في المائة.
وبحث التقرير أيضا في الأثر الذي تتركه جهود تطوير المهارات القيادية وسبل التصدي للتحديات التي تواجه الأعمال، وأوضح 30 في المائة من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط لدى سؤالهم عن موقفهم حيال التثقيف التنفيذي باعتباره من أولويات الأعمال أنه يأتي بين القضايا الخمس الأهم التي لا بد من التطرق إليها.
ولم تكن مسألة تطوير القادة ضمن قائمة أولويات المهنيين في منطقة الشرق الأوسط، غير أنهم يتوقعون أن تثمر برامج التثقيف التنفيذي التي يقومون بتنظيمها عن مجموعة من النتائج، وتشمل النتائج الداخلية التي تنطوي عليها مثل هذه البرامج اكتساب الأفراد المهارات اللازمة لقيادة وإدارة الفرق التي أعرب 54 في المائة من المشاركين أنه واحد من أبرز شواغلهم، والتحسن في درجات تفاعل الموظفين الذي كان أبرز ما يشغل 62 في المائة منهم.
وفي ظل مراعاتهم للاعتبارات المستقبلية، يرى ثلاثة من كل خمسة من قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط أن مؤسساتهم تحرص على تشجيع الأساليب الحديثة للتفكير وحل المشكلات بنسبة 62 في المائة، ما يبرز مدى جاهزيتهم للازدهار ضمن بيئة ترعى الابتكار، وعلاوة على ذلك، يرى 57 في المائة منهم أنهم مستعدون جيدا لاعتماد التقنيات الجديدة.
كما تتمثل أهم الأولويات لدى قادة الشركات في منطقة الشرق الأوسط، فيما يتعلق بمتطلبات التثقيف التنفيذي، في التغير الثقافي بنسبة 59 في المائة، وترسيخ ثقافة الابتكار بنسبة 55 في المائة، واعتماد التقنيات الحديثة 55 في المائة.
وتعتبر هذه المسائل، إلى جانب قضايا أخرى مثل إدارة المواهب ومساعدة الموظفين على تطوير مسيرتهم المهنية للدفع بالنمو، ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى، ولا سيما إن تم الأخذ في الحسبان أن 78 في المائة من قادة الشركات في الشرق الأوسط يدركون الدور المحوري الذي يلعبه التثقيف التنفيذي في تحقيق أهداف الشركة.