المنتجون يتجاوزون الخلافات .. الحل في الرياض
اتفقت كبريات الدول المنتجة للنفط، أمس، على خفض قياسي للإنتاج يمثل نحو 10 في المائة من الإمدادات العالمية بهدف دعم أسعار النفط المتهاوية على خلفية أزمة «كوفيد – 19»؛ الأمر الذي أدى إلى تدمير الطلب النفطي. جاء ذلك خلال اجتماع طارئ ترأسه، البارحة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة، إلى جانب نظيره الروسي ألكسندر نوفاك؛ وروسيا ليست عضوا في "أوبك" لكنها تقود شركاء المنظمة في إطار تجمع "أوبك +"؛ باعتبارها ثاني أكبر منتج عالمي. وبحسب "رويترز"، أكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان، اتفاق "أوبك +" على خفض الإنتاج ابتداء من أيار (مايو) المقبل. وقال إن تخفيضات نفط "أوبك+"ستؤول في الواقع إلى 12.5 مليون برميل يوميا نظرا لارتفاع إنتاج السعودية والإمارات والكويت في نيسان (بريل) الجاري. وجرى خلال الاجتماع متابعة النقاشات التي بدأت مساء الخميس الماضي، نتيجة التزام الرياض وموسكو باستئناف الحوار في أعقاب تعثر تمديد اتفاق خفض الإنتاج في فيينا مطلع آذار (مارس). وفوجئ البلدان بسرعة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أدى إلى تراجع الطلب المنخفض أصلا، وبينما كانت الأسعار نحو 60 دولارا للبرميل قبل بضعة أشهر، إلا أنها بلغت الأسبوع الماضي أدنى مستوياتها منذ 2002، ويفوق سعر البرميل 21 دولارا بقليل وفق "أوبك" التي تمثل مرجعا للكارتل. لذلك تحاول البلدان الـ13 الأعضاء في "أوبك" وشريكاتها الدول العشر التي تشكل جميعها تحالف "أوبك بلاس" التحرك، وعقب مفاوضات مطولة امتدت إلى فجر الجمعة، اتفقت "أوبك" وشركائها على خفض الإنتاج العالمي في أيار (مايو) وحزيران (يونيو) بعشرة ملايين برميل يوميا، وفق ما أعلنت المنظمة. لكن المكسيك التي عدّت أن نصيبها من خفض الإنتاج مفرط (400 ألف برميل يوميا) لم تبد موافقتها في هذا الوقت، ما دفع الولايات المتحدة إلى التكفل بجزء من حصتها. وأعلن رئيس المكسيك أنه توصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لخفض الإنتاج، وقال أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إن المكسيك ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا وأن ترمب وافق على خفض الإنتاج الأمريكي بمقدار 300 ألف برميل يوميا "كتعويض" عن بلاده. وجاء ذلك على الرغم من أن قدرة التخزين ستنفذ قبل نهاية أيار (مايو) بسبب انخفاض الطلب نتيجة الحجر المفروض على نحو نصف سكان العالم. ويرى محللو "رايستاد إينيرجي" للأبحاث أن "تخفيض الإنتاج بعشرة ملايين برميل يوميا سيحول دون سقوط الأسعار في هاوية، لكنه لن يؤدي إلى إعادة توازن السوق". ورأى ستيفن أنيس، وهو محلل في إكسيكورب أن خفض الإنتاج "أقل مما كان السوق يأمل به" نظرا لتضرر الطلب بسبب الإغلاقات بسبب فيروس كورونا المستجد في العالم. وأضاف "الصفقة المطروحة حاليا ستعوض جزئيا فقط في أسعار النفط. ولكن هذا كان الهدف المرجو منها" مشيرا إلى أن المخاطر المتعلقة بأسعار النفط لن تتبدد "سوى عند رفع إجراءات الإغلاق كافة" في العالم. والولايات المتحدة، أكبر منتج عالمي، ليست عضوا في "أوبك بلاس"، لكنها تسعى إلى خفض العرض لتحقيق استقرار في الأسعار وتوفير متنفس لقطاع إنتاج النفط الصخري الذي يواجه صعوبات كبيرة. وكتب سهيل المزروعي وزير الطاقة الإماراتي على «تويتر»: "تماشيا مع اتفاق أوبك +، الإمارات تلتزم بخفض الإنتاج من مستواه الحالي البالغ 4.1 مليون برميل يوميا في اليوم، وغرد خالد الفاضل وزير النفط الكويتي على «تويتر» قائلا: "بفضل من الله ثم بالتوجيهات الحكيمة والجهود المتواصلة والمحادثات المستمرة منذ فجر الجمعة، نعلن الآن عن إتمام الاتفاق التاريخي على خفض الإنتاج بما يقارب عشرة ملايين برميل من النفط يوميا من أعضاء أوبك + ابتداء من الأول من أيار (مايو) 2020". من جانبها، قالت روسيو نالي وزيرة الطاقة المكسيكية إن منتجي النفط اتفقوا بالإجماع على خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يوميا من أيار (مايو) في محادثات "أوبك +" وشكرت أعضاء "أوبك" على دعمهم للتوصل إلى الاتفاق.