أحجام التداول تؤكد حركة السوق الحقيقية

تعد أحجام التداول من أهم ما يعتمد عليه التحليل الفني لمتابعة سلوك السوق والأسهم المتداولة، وهي أحد المعايير الرئيسة لمتابعة الاتجاه سواء كان صاعدا أم هابطا، حيث تؤكد الاتجاه عندما ترتفع معه أحجام التداول شمالا وجنوبا، وهي إحدى نظريات داو الست (مؤسس علم التحليل الفني) أو ما يعرف بـ Dow theory. وجاء في نظرية داو (1851 - 1902) أن حجم التداول لا بد أن يؤكد الاتجاه، بمعنى أنه إذا اتجهت السوق أو شركة ما للأعلى سعريا فلا بد أن يصحبها ارتفاع بأحجام التداول، والعكس صحيح فعندما تتجه السوق أو شركة ما للأسفل فلا بد أن ترتفع معها أحجام التداول.
لذلك عندما نشاهد ارتفاع السوق أو سهم ما مصحوبا بارتفاع السيولة وأحجام التداول يعطينا ذلك تأكيدا أن السوق أو السهم يسير بشكل إيجابي باتجاه صاعد. والعكس كذلك عندما نشاهد انخفاضا للسوق أو سهم ما مصحوبا بارتفاع السيولة وأحجام التداول يعطينا ذلك تأكيدا أن السوق أو السهم يسير بشكل سلبي باتجاه هابط.
ولنوضح الفائدة بشكل أكبر من متابعة السيولة والأحجام للتداول:
فعندما تكون السوق صاعدة وتتراجع لأسفل مع تراجع في السيولة، فهذا يعني أن السوق لا تزال باتجاهها الصاعد، وما يحدث هو عملية جني أرباح والتقاط أنفاس ومن ثم عودة للصعود مجددا ومعها تتجدد فرص الدخول.
وعندما تكون السوق هابطة وتبدأ بالارتفاع دون أن تصحبها ارتفاعات بالسيولة وأحجام التداول، فهذا يعني أن ما يحدث مجرد ارتداد فقط وستعود إلى مسارها الهابط مجددا وتكون معها فرص للخروج وتوفير السيولة.
وللتوضيح أكثر، فإن أحجام التداول ترتفع بالاتجاه نفسه بغض النظر عن نوعه سواء كان صاعدا أم هابطا لتؤكده.
أما لو حدث ارتفاع بسيولة أقل مما سبقها من فترات تداول، فهو مجرد ارتداد ولو حدث كذلك هبوط بسيولة أقل فهو مجرد جني أرباح.
لذلك نطمئن عندما نشاهد السوق ترتفع مع ارتفاع السيولة ونحذر عندما تنخفض السوق مع ارتفاع بالسيولة، لأن السيولة إذا تزامنت مع أي اتجاه فهي تؤكده، وأما انخفاض السيولة مع الارتفاع فهو سلبي (ارتداد مؤقت) وانخفاضها مع الهبوط إيجابي (جني أرباح مؤقت).
كما تبرز أهمية متابعة السيولة وأحجام التداول أيضا عند مناطق المقاومة والدعم، فأي اختراق لمقاومة أو كسر لدعم لا بد أن تصحبه سيولة عالية وإلا سيكون اختراقا أو كسرا وهميا، ويستخدم الكسر الوهمي عادة لإيهام المتداولين ودفعهم للبيع أو الشراء حسب نوع المنطقة - مقاومة أو دعم.
من جانب آخر لا بد من الإشارة إليه، فإن ارتفاع السيولة وأحجام التداول المفاجئ بعد ارتفاع أو انخفاض كبيرين يعني قرب انعكاس الاتجاه، وهي من أبرز العلامات التي تمكن المتداول من الخروج عند قمم أو الدخول عند قيعان، وهذا يتكرر كثيرا في سلوك الشركات ويحتاج إلى متابعة من المتداول نفسه وبحث عن الفرص من خلال ذلك.
وسنتطرق لعمليات الاختراق الحقيقي والوهمي والفرق بينهما والأسباب الدافعة لها وطرق كشفها في مقال آخر - بإذن الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي