مواجهة مصانع العنصرية
في الوقت الذي تضيء فيه رؤية المملكة 2030 في الشأن الاجتماعي، وتؤسس وعيا حتى بالنسبة للآخر برحابة مجتمعنا واستيعابه لكل الثقافات واحتضانه لجميع شعوب الأرض وإتاحة الفرص للكفاءات من كل مكان، تمثل مواقع التواصل الاجتماعي في الغالب حالة نشاز تتطلب التدقيق والتمحيص والتحليل فيما يتم ضخه من عنصرية مصطنعة لا تمثل مجتمع المملكة.
وأنا أجزم أن هناك عملا دؤوبا يتم تحريكه من قبل قطيع خارج المملكة، مهمته الأساسية نشر طاقات سلبية بين هذه المدينة أو تلك، أو هذا الطيف وذاك. وبعض الرسائل المصنوعة في الخارج تعمل على إيجاد فجوة بين أبناء مجتمعنا بكل من يحمله من ثراء وتناغم بين باديته وحاضرته، بين سنته وشيعته، بين مواطنيه ومقيميه.
وقد تفحصت خلال الأيام الماضية جملة تعليقات تتكرر دوما في موضوعات عدة، تتعلق بالبشر وتمتد إلى بعض تفاصيل التراث المادي والمعنوي.
ومن ذلك - على سبيل المثال - الموروث الشعبي، والدعوة إلى شطبه لأن منشأه غير محلي. هذا الأمر يمكن الرد عليه بأن الحضارة الإنسانية متصلة، ولا يمكن في هذه الجزئية رفض هذا التراث بزعم أنه وافد منذ مئات الأعوام من هذه القارة أو تلك. ولعلنا هنا نستحضر رقصة الأحباش أمام الرسول الكريم - عليه السلام - في المدينة المنورة احتفاء بالعيد.
وهنا لا بد أن نتنبه إلى أن جزءا من استراتيجية خصوم المملكة، ضخ التعليقات السلبية الضارة، وبرمجة بسطاء الناس على ترديدها. ولذلك إذا رأيت تعبيرات عنصرية تستهدف أشخاصا أو أزياء أو أهازيج شعبية، فإن عليك أن تتذكر أن هذا تحريش يهدف لزرع الفتنة.
وأعتقد أنه حان الوقت لأخذ إجراء اجتماعي واع وحازم تجاه كل من يتبنى مثل هذه الأطروحات السلبية، لأن الواجب الوطني يتطلب التصدي لتيارات تصنيع العنصرية التي يؤججها أعداء بلادنا وينخدع بها بعض أصحاب النوايا الطيبة.