الإصغاء والفضول الإيجابي
يقول الروائي البرتغالي جوزيه سارا ماجو، الفائز بجائزة نوبل للآداب في 1998، «تبدأ الشيخوخة عندما نفقد الفضول». هناك قاسم مشترك بين الفضول الإيجابي - وليس التطفل - والإصغاء.
الفضول الإيجابي مفتاح المعرفة. والإصغاء هو الوعاء الذي يمكن من خلاله إتقان مهارة الوصول للمعرفة. ثم هو الجسر لنقل هذه المعرفة للآخر.
قال صديق، معظم مشكلاتنا الحالية، تتمثل في الإدمان على الثرثرة، وافتقاد مهارة الإصغاء. المشكلة تتفاقم عندما لا يتمتع الإنسان - سواء أكان أبا أو أما أو تربويا أو قائد فريق أو حتى صديقا - بمهارة الإصغاء والإنصات. هذا السلوك لا يختلف عن أنانية لاعب يتجاهل تمرير الكرة إلى زميله في الملعب.
في هذه الحالة تصبح البيئة سماعية، الجميع يتلقى الكلام، ويعمد إلى تحويله لبرنامج عمل، دون إضافة أو تطوير، في ظل غياب الإصغاء.
بيئات التعليم في السابق، لم تسهم في بناء مهارات الإصغاء والتفاعل الإيجابي. المعلومات في الغالب من طرف واحد: المعلم في المدرسة، الأستاذ في الجامعة، الأب والأم في المنزل... إلخ.
الإصغاء ثم التفاعل الإيجابي فضيلة لم تتدرب أجيال كثيرة عليها. الجميع يتحدثون، وفي الوقت نفسه لا يستمعون إلى بعض. يمكنك ملاحظة ذلك بسهولة. أناس يتحدثون في الوقت نفسه، ولا أحد يصغي للآخر.
المحصلة مشكلات متكررة تحدث بين أطراف عدة: بعض الأزواج - على سبيل المثال - يصطدمون. كل طرف لا يتمتع بمهارة الإصغاء للآخر. المسؤول في مكتبه لم يتعود على الإصغاء لزملائه. وسط هذه الدوائر يتراجع التفاعل الإيجابي. يختفي الفضول. وينطفئ الشغف.
هذا يصدق في معظم حالات التواصل الاجتماعي، المتزوجون حديثا تتلاشى من أذهانهم الصور الوردية التي كانوا يرسمونها لمؤسسة الزواج. الموظفون الجدد تتراجع طموحاتهم في الإسهام في التغيير، لأنهم يكتشفون أن المطلوب أن يتحولوا إلى أرقام إضافية في دورة عمل مملة.
إتقان الإصغاء والفضول الإيجابي - وليس التطفل - هو ما يميز بين إنسان وآخر.