المعلومة صمام أمان
الجوع للمعلومة لا يقل أهمية عن الجوع للطعام. هذا ما تمتاز به المجتمعات الإنسانية. نقص المعلومة يعني شائعات أكثر وجدل لا طائل منه. التحصين الأهم يتمثل في التغذية المستمرة. لدينا في المملكة تجارب ناجحة ورائدة. أستحضر هنا معركتنا المتواصلة في مواجهة كورونا. هذه المعركة كانت ولا تزال إحدى قصص النجاح المميزة.
تعاملت الحكومة مع كورونا بمنتهى الكفاءة. فشلت محاولات بث الشائعات. كانت كل الجهات الرقابية تتصدى للانتهازيين الذين يؤججون الشائعات ويحاولون تجفيف الأسواق من السلع.
كان المؤتمر الصحافي اليومي طيلة 2020 منصة فاعلة لتقديم الحقائق والمعلومات الصحية وبقية المعلومات الأخرى التي تتعلق بالأمن الغذائي والتفاصيل الأخرى. كل القطاعات الحكومية عملت بتنسيق تام. وإعلام هذه الجهات بقي حاضرا من وقت لآخر من خلال المؤتمر الصحافي اليومي.
في المقابل، واصلت الفرق الرقابية عملها الدؤوب. وكانت البنية التقنية التي تتمتع بها المملكة صمام أمان تزايدت فاعليتها خلال فترات ملازمة المواطنين والمقيمين المنازل. في الفيلم الذي أنتجته وزارة الإعلام من خلال مركز التواصل الحكومي، رصد جميل عن هذا الإنجاز. اسم الفيلم "مرحلة صعبة"K شاهدته خلال حفل نظمته وزارة الإعلام في نهاية 2020. عدت لمشاهدة الفيلم أمس. هذا الأسلوب في إدارة الأزمات يحمل في ثناياه روح رؤية المملكة 2030. الرؤية جاءت لتقدم منهجية عمل منضبطة من خلال مؤشرات أداء دقيقة وواضحة. هناك تناغم بين كل القطاعات الحكومية: الصحة، الداخلية، التجارة، السياحة، النقل... وغيرها. وهناك عمل دؤوب أفضى إلى مخرجات حظيت بإشادات دولية.
ما يعنيني هنا هو النجاح في التصدي للشائعات، وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين والمقيمين، والسخاء غير المحدود في توفير كل الممكنات التي تحمي الوظائف والاستثمارات.
لا شك أن فيلم "مرحلة صعبة"، الذي أنصح الجميع بالعودة إلى مشاهدته، يمثل السطر الأول في قصة سنتشارك مع العالم في روايتها. الدرس المستفاد: التنسيق الحكومي العالي، والمعلومات الوفيرة والرسائل الواضحة هي صمام الأمان ومصدر الطمأنينة.