التواصل العميق
يتفاوت حجم الانشغال من شخص لآخر. هناك من تكون لديه عدة اجتماعات في جدوله، تبدأ منذ أن يستيقظ إلى أن ينام.
وهناك من ليس لديه سوى ارتباطات طفيفة للغاية، وربما لا توجد. ولكن كلاهما، الأول والثاني، يستطيعان إيجاد الوقت للتواصل مع أحبتهما إذا ما أرادا.
نعم هناك تواصل مكثف، قد لا يتمكن منه الأول. بيد أن ذلك لم يمنعه البتة من تحقيق تواصل عميق.
لقد اقتربت من زملاء قياديين في مؤسسات وشركات، مشغولين جدا، وناجحين كثيرا في أعمالهم.
يعملون بحيوية فائقة، وطاقة متقدة، وحماسة عالية،
وفي الوقت ذاته يمتلكون علاقة عظيمة مع أسرهم وأحبتهم.
لم يسبب لهم الانشغال أضرارا بنيوية في علاقاتهم.
لقد تولدت لدي قناعة، من خلال معايشتي لهم، أنه في غمرة الزحام يظهر حجم الاهتمام.
فلا توجد ذريعة لعدم التواصل العميق مع أحبتنا.
وهنا بعض الاقتراحات، التي قد تساعدنا على التواصل بكفاءة مع من نحب، بغض النظر عن حجم الوقت الذي نملكه:
- الرسالة المفاجئة: باغت من تحب برسالة، وأنت في خضم انشغالاتك.
إنها ستترك أثرا بالغا في روحه.
ستطفو ابتسامة عريضة على ملامحه، لن يستطيع إغراقها كل أنباء الحزن المتدافعة على قلبه.
من الجميل أن تكتب هذه الرسالة في وقت الرخاء، لتبعثها وقت الشدة.
ادخر بعض الكلمات الجميلة للحظات الصعبة.
نحتاج إلى رصيد من العبارات الحلوة نودعها قلوب أحبتنا في الأوقات الصعبة، لتنبض العلاقة وتستمر متوهجة.
- العلبة العاطرة: للهدايا مفعول السحر. ليس لقيمتها المادية فحسب، وإنما لقيمتها المعنوية أيضا.
فإنها تدل على اهتمام ومحبة.
أنت لم تهد صاحبك فقط، وإنما فكرت فيه.
وذلك دلالة على أنه يشغل حيزا من تفكيرك وفكرك.، فاشتريت له، وكتبت له، وأرسلت له.
سلوك سيجعل العلاقة أقوى، ويجعلها تغفر لك غيابك الجسدي أحيانا.
فهذه العلبة مهما صغرت تمنحك الحضور رغم عدم الحضور.
- الوجبة الدسمة: ليس بالضرورة أن تدعو من تحب لأفضل مطعم في العالم، لتعبر عن مدى حرصك واهتمامك.
قد يكون مطعما قريبا وصغيرا يوصل كل مشاعرك وأحاسيسك ودعمك.
ستكون وجبة كاملة الدسم.
ثلاث خطوات سهلة، وقد تكون بديهية، لكننا ننسى تأثيرها وأثرها في إمداد علاقاتنا بالطاقة والعمق المطلوبين.
تذكر يا صديقي، في غمرة الزحام يظهر حجم الاهتمام.