تأنق جيدا
حينما ألتفت حولي، وأتأمل المبدعين من زملائي ورفاقي، أجد أن معظمهم يمتاز بتلك السمة الخاصة.
ميزة تنافسية تجعلهم يتفوقون على أقرانهم ونظرائهم.
تتجسد تلك السمة في بدايتهم المبكرة.
فقد اتفق هؤلاء الأفذاذ المهرة في أنهم لم يبدأوا حياتهم العملية بعد الجامعة، ولكن خلالها أو قبلها.
اكتشفت أن تلك الانطلاقة المتحفزة وراء امتلاكهم لذخيرة لا يكتنزها غيرهم.
تجعلهم متأهبين ومستعدين وفارقين، فريدين ونادرين ومحط الأنظار. مرصعين بالثقة، ومطرزين بطموح لا يجارى.
كثير منا ومن أبنائنا يهدر تلك الفرصة الذهبية، لصناعة اسم أزهى له، وذلك بإرجائه العمل والممارسة حتى يودع الجامعة.
نخسر كثيرا من الوقت والطاقة، ونهدر وقتا ثمينا يمكن أن يصنع لنا الفرق والفارق.
إن خوض التجارب المبكرة يختصر لك مسافات، ويحجز لك مقعدا في الصفوف الأمامية.
إن المقدمة تفضل من يسعى إليها مبكرا.
من يستعد جيدا يتوج ويفوز، ليس في الرياضة فحسب، وإنما في جميع الميادين.
رسالتي لكل شاب، احرص على ألا تكتفي بدراستك.
امنح ساعة أو ساعتين من يومك لعمل بدوام جزئي، في شيء تحبه أو لا تحبه، بمقابل أو بدون.
سيزيد رصيدك وخبرتك.
هناك تحديات لا نراها على الورق، بل نكتشفها في الميدان.
هناك فرق كبير بين ما تتصفحه وما تعيشه.
ثمة سر في التقدم يكمن في البداية المبكرة.
أسعد عندما أرى شابا أو شابة يعملون خلال دراستهم.
هذه الساعة التي يصرفونها ستودع في حسابهم المعرفي. يواجهون الحياة الحقيقية قبل أقرانهم. ستمدهم بثراء هائل، سيدركونه ويلمسونه في الوقت المناسب.
تذكر، إذا أردت أن تبهر وتسحر، وتفوز وتتألق، فتأنق جيدا.
استعد مبكرا.