سر «لينكد إن»
في أحد جوامع الرياض وقف الخطيب مرتجلا عن تأثير الهواتف الذكية في العلاقات العائلية والمهنية وانعكاسه السلبي على صلة الرحم وقطيعة القربى وتفريق الصداقات، وأخذنا في رحلة خطابية شديدة اللهجة لمدة نصف ساعة عن تغير المزاج العام نحو الاتصال المباشر.
حسنا، هذه نظرة مشاهدة لكن تسطيحية، إذ دائما ما يكون لعن الظلام أسهل للتخلص من هم المسؤولية وهو ما لم يفعله ريد هوفمان مؤسس الشبكة المهنية الأشهر على الإطلاق "لينكد إن" فما قصته وما مناسبة استشهادنا به؟
لاحظ هوفمان أن الواقع الافتراضي قوض العلاقات المباشرة بين أصحاب الاهتمامات المهنية المشتركة وحاول إيجاد وسيلة جديدة تغير مستقبل علاقات البشر، فأوجد شبكة سوشيال تك في خطوة سبقت لينكد، وتهدف إلى تقريب من يودون المشاركة في السكن أو المهتمين بالألعاب الرياضية، كالسلة والجولف أو تكوين علاقات جديدة، وكان ذلك عام 1996 وهذا يعد وقتا متقدما جدا.
أسست "لينكد إن" في بدايات الألفية وفكرتها لا تعد ابتكارا جديدا بل في قدرتها على رؤية المستقبل واستثمار التواصل المهني تقنيا وتطوير العلاقات إلى مستوى نوعي آخر، بمعنى أن التواصل صار أفضل وأكثر جودة، صحيح أنها علاقات برغماتية لكنها نجحت في وضع قيم أساسها التخصص والاهتمام المشترك، لذا سرعان ما ذاع صيتها المعتمد على التشبيك الاجتماعي ليصل عدد أعضائها إلى أكثر من 700 مليون مستخدم من 200 دولة، وينضم إليها عضوان جديدان كل ثانية.
في النهاية الحياة الرقمية ليست شرا محضا وليست سببا في تقطع الأرحام وبث الفرقى، بل إنها تضيف مزيجا علاقاتيا فريدا واستثمارا تواصليا في مختلف المراحل العمرية وهذا أحد أسرار نجاح لينكد إن.