المستمر منتصر

يعكس المثل الشعبي الشهير "كثر الدق يفل الحديد" معنى دقيق في معناه ورشيق في مبناه أدركه جيدا أهل المال والأعمال وطبقوه، وهو أحد أسباب الثراء والإثراء وينسحب على أسلوب الحياة وقدرة سلوك الديمومة الفتاك على التأثير بشكل مذهل وبلا حدود، أفلا تسأل الصخرة الصماء ماذا فعل بها حبل الرشاء؟
من حين إلى آخر يعود سبب فشل الأعمال والعلاقات إلى النفس القصير وذوبان الحماس في الزمن ولم يخطئ الحكيم حين قال، " قليل دائم خير من كثير منقطع" فالانتظام أساس تتكئ عليه فلسفة الحياة، فالموظف والتاجر والطالب بحاجة إلى هذا المبدأ حتى المؤثر في شبكات التواصل الاجتماعية، قد يفقد جماهيريته بعد أن يتوقف عن مبدأ الاستمرارية، حتى أولئك البدناء الذين فشلوا في إنقاص أوزانهم كان انعدام الديمومة أحد أهم تلك الأسباب.
سر العلاقات الناجحة استمرارها أعرف مجموعة أصدقاء ما زالوا على لقاء مجدول شهريا منذ 40 عاما، ثمة قاعدة ثابتة أن نجاح أي مشروع مرهون بالاستمرار ولو قلبنا عن مسيرة وسيرة أثرياء كإيلون ماسك وجوبز لوجدنا للديموميات أثر جلي.
أي هدف مستمر ولو كان صغيرا، فإن مصيره التجلي وهذه سنة الحياة، سيتجلى لأن الفاعل يشعر من الداخل بالاستحقاق، وهو ما يدفعه إلى الحماسة وليست المصادفة، فإذ كنت تؤمن بالمصادفة، فإن عليك مراجعة سير أعلام الأثرياء وطريقتهم في تسيير حياتهم.
علامة الكاذب السقوط عند أول مواجهة وكما قيل "حبل الكذب قصير"، لأنه نفسه قصير ولا يستحمل وصاحب العزيمة ليس كمثل صاحب الوليمة، وأهل النيات ليسوا كمثل أهل الأمنيات وفي النهاية المستمر هو المنتصر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي