سكوتر الرياض

لطالما كان النقل عقبة كؤود أمام الإنسان منذ الأزل، بدءا من الخيول والجمال، وصولا للقطارات البخارية وعربات الخيول وحتى عصرنا هذا، عصر السيارات المتطورة وذاتية القيادة فستبقى سجينة الحركة وسط الزحام وحتى الذكية منها أيضا لا تتحرك شبرا ما دامت زحمة الطرق، ولطالما وجد الإنسان نفسه محبوسا بين تحديات الحياة وتطورات وتعقيداتها إلا أنه ينجح في كل مرة يواجه فيها تحديا جديدا.
مفهوم النقل دخل في منظومة أنسنة المدن وجعل الحياة مرنة التنقل والانتقال ومع الكثافة البشرية التي تشهدها المدن جاءت فكرة النقل التشاركي مبتكِرة وذات أثر إيجابي في الإنسان، فابتكار تقنية النقل التشاركي كانت فعالة بشكل كبير ووجدت انتشارا واسع النطاق خلال الأعوام القليلة الماضية وباتت الشركات السباقة في هذا القطاع تقيم بمئات المليارات من الدولارات، فيما تتربع الشركات الناشئة في هذا النوع من الاقتصادات على عرش الصفقات المليارية ومن ذلك نموذج بيرد وهو أحد نماذج تحدي الإنسان وقدرته على الابتكار لتوفير بدائل نقل سهلة ومرنة داخل المدن المكتظة بالسكان.
وبيرد Bird هي شركة أمريكية وصاحبة فكرة الدراجات الكهربائية أو السكوتر، تأسست في 2018، كأول شركة تنشر الدراجات الكهربائية في شوارع الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين، والتوسع في سوق الدراجات الكهربائية آخذ في الازدياد في جميع أنحاء العالم بفضل حجمها وسهولة استخدامها فهي دراجة صغيرة لا تملك سوى محرك صغير ودواسة السائقين فتتحول الدراجة الهوائية إلى الدراجات الكهربائية السريعة التي تشبه الدراجات النارية الصغيرة في الوظيفة، ومع ذلك، تحتفظ بالقدرة على أن تدار الدواسة من قبل الراكب، وبالتالي فهي دراجة هوائية وكهربائية في آن واحد.
وبعد تطوير شركة بيرد لهذه التقنية التنقلية أصبحت الشركة الأمريكية صاحبة رقم قياسي كشركة ناشئة ذات قيمة مليارية خلال فترة قصيرة من تأسيسها وحتى هذا الابتكار الرائع أيضا يواجه صعوبات ومعاناة في بعض المدن الأمريكية التي صرحت بعدم رغبتها في استكمال مشروع السكوتر نظرا لعدة أسباب أبرزها تهديد المشاة وما تشكله من خطر محدق بقائدي تلك الدراجات في الشوارع عندما تكون وسط الطرق، فضلا عن التحديات الصحية الناشئة عن الاستخدام المفرط للسكوتر، ما قد يتسبب في انتشار السمنة بين الأطفال، وتبقى تجربة السكوتر في الرياض جديدة ولا أعلم مدى نجاحها، ولكني متأكد أنها تحتاج إلى استطلاع التجارب السابقة ومنحها مزيدا من التطوير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي