حلول مبتكرة
لا تتوقف حربنا اليومية ضد الازدحام، فهو المعطّل الرئيسي للأعمال والزيارات وأكبر ملتهم للساعات اليومية، وفي العاصمة الخروج العشوائي لقصد مكان ما أشبه بمهمة مستحيلة يجب الاستعداد لها مسبقاً.
تبعاً لذلك يحاول كثير من المرافق تقديم حلول تحدّ من الازدحام سواء على الطرق أو فيها، من هذه المرافق المستشفيات والأسواق وبعض الدوائر الحكومية. وعلى الرغم من هذه الجهود فإن الازدحام ما زال عائقا لا يتزحزح !
أخيرا لفتت نظري بعض العيادات الخاصة التي تقدم خصومات للعملاء خلال الساعات الصباحية مثلاً، حيث يحصل المراجع على خصم لا بأس به على الفحوص والخدمات التي تقدم له إذا كان من زوار تلك الفترة، التي ونظراً لظروف العمل والأجواء تتميز بالهدوء والتنظيم النسبي.
لكن النظرة الواقعية تكشف أن كثيرا من الأفراد لا يفضلون الاستيقاظ باكراً وإنهاء التزاماتهم المتراكمة، خاصة أولئك الذين يعملون في فترة مسائية.
أيّ أن الجهود المبذولة لن تغريهم فهم يفضلون فكرة النوم لساعة متأخرة من النهار على التمتع بإنجاز أعمالهم دون الحاجة للدخول في صراع مع الوقت والمكان!
نهاية الأسبوع أيضاً منبع للأزمة الحقيقية، الطرق تمتلئ بالمتسوقين والمتوجهين لزيارة عائلية وأيضاً الذاهبين لأعمالهم.
لا يمكن الاكتفاء بالإشارة للمشكلة وانتظار أن تحلّ نفسها بطريقة سحرية، القضاء على اختناق العاصمة بحاجة لحركة حثيثة وحلول تبدأ من الفرد نفسه.
من هؤلاء أصحاب المحال التجارية الذين يمكنهم الإسهام بالقليل عن طريق تنظيم حملات تسوّق صباحية عوضاً عن تركيزها مساء في أوقات الذروة. وربّات البيوت اللاتي يجدن صعوبة في الخروج مساء واصطحاب الأطفال معهم سيجدن متعة كبيرة في التسوق صباحاً دون مسؤوليات إضافية، والنتيجة إنهاء الكثير في وقت أقل.
إذاً وحتّى تبدأ شبكات الطرق الجديدة ووسائل القضاء على الاختناق المروري بالعمل اضبطوا المنبّه باكراً ولنبدأ بصنع الفرق.