حكايات الأعمال (4).. رزقك..يصل إليك!!

قد يتعجب البعض من طرح فكرة وصول المال إليه!!.. ولكن الواقع أن هناك عديدا من الشواهد التي تدلّ على أن الله قد يسوق الرزق إلى صاحبه من غير انتظار وتخطيط، ومن النماذج التي أستشهد بها حكاية الشيخ عبد الرحمن الراجحي، حفظه الله، حينما ادعى عليه أحدهم في المحكمة ملزماً إياه شراء أرض بسعر لم يسبق للشيخ أن التزم به، وخشية أن يكون قد التزم ونسي ذلك.. وافق أمام القاضي على دفع السعر الذي طلبه الرجل وهو كاره للبيعة.. ثمّ قدر الله تعالى خلال عدة أشهر أن جاء من يرغب في شراء العقار بربح كبير.. يقول الشيخ عبد الرحمن: كأن الله ساق إلي هذا الرزق رغماً عن إرادتي والحمد لله تعالى.
إننا مع إيماننا الكامل بأن رزقنا مكتوب لنا من قبل أن نولد.. ومع معرفتنا بالكثير من النماذج الرائعة التي نلمس فيها وصول الرزق وحصول التوسع على العديد من الناس إما بعقد كبير لم يكن متوقعاً، أو تعويضاً أو شريكاً يرفع رأس المال أو غير ذلك، إلا أن استعجال امتلاك الثروة قاد العديد من أصحاب الأعمال إلى طلب المال بالغش والاحتيال والسرقة والاحتكار وغير ذلك.. وكأن المال الذي كتبه الله لهم سيذهب إلى غيرهم إذا لم يسارعوا بالحصول عليه بطريقة ملتوية.
أحد المصرفيين الكبار يردد كثيراً، إن رزقك الذي استعجلت عليه فحصلت عليه بالحرام.. كان ولا شكّ سيأتيك بالحلال إذْ إن الله قد كتبه لك.. فقط يتطلب الأمر أن نستعين بالله ونجتهد في الأسباب ونعمل باحتراف يتناسب مع ما وصل إليه العالم. حدّث أحد السابقين أنه ترك غرضاً عند شخص فقير على سبيل الأمانة.. وأضمر في نفسه أن يعطيه ديناراً عندما يعود.. ولما عاد وجد أن الفقير قد خادع الناس وباع الأمانة بدينار وهرب.. فقال متعجباً: أرادها الله له حلالاً.. فأبى إلا أن تكون حراماً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي