أصوات غريبة

من لوازم النعم دوام الحمد وهو من موجبات حلول البركة في الوقت والمال وخير ما يحمد به الآن، هو تمام الحجاج لمناسكهم بعد وقوفهم بعرفات يوم أمس الأول وتمام عيد النحر يوم أمس، وبإذن الله اكتمال جميع المناسك وعودة الحجاج إلى ديارهم محملين بالدعوات الصادقة والذنوب المغفورة والذكريات التي ستظل عالقة في أذهانهم.
والحمد لله على كل حال وفي أي حال وجزى الله حكومتنا الرشيدة خير الجزاء على ما تقدم لهذه الشعيرة العظيمة من شعائر الدين الإسلامي والركن الخامس الذي يتم به دين المؤمن.
إن النجاح العظيم الذي تحقق هذا العام في موسم الحج استثنائي بالفعل، لأنه جاء بعد توقف التشغيل لمعظم الخدمات والمرافق، ومن بينها وسائل النقل المختلفة والإيواء والخدمات الصحية والتموينية والأمنية وغيرها، وحين يتوقف تشغيل خدمة ما لمدة عامين أو تزيد كما حصل في أزمة كورونا وتعليق كثير من الأنشطة، فإن أهل الاختصاص يدركون معنى استعادة التشغيل والتحديات التي تواجه العودة للتعافي الكامل، لكن وبحكم الخبرة المتراكمة للمملكة وسواعد أبنائها الذين يبذلون الغالي والنفيس للخروج بأميز وأفضل خدمة للحجاج، فإن سهولة ومرونة أداء المناسك دون أخطاء تذكر، وهذا ليس محل عجب واعتجاب، فالمملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والملوك البررة من بعده يقفون صفا لتقديم كل ما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن والعمار من كل مكان، وصرفت على ذلك المليارات دون أي نظر للمكاسب سوى خدمة الإسلام وأهله، لكن الغريب والمشين في الوقت ذاته، هي تلك الأصوات النزرة التي تخرج بين الحين والآخر تنهق بما لا ترضاه القلوب والعقول السليمة، وتهرف بما لا تعرف وعن عمد تلبية لأسيادها وهي شرذمة مأجورة ومدخولة ما لها من قرار ولا ولاء.
في كل مرة يتكرر فيها منظر الحج الناصع البيان بالنجاح والتمكين للعاملين في القيام بواجبهم تخرج تلك الأصوات مقللة من شأن الجهود أو مسفهة قرارا اتخذته المملكة أو غيرها، وهي أصوات اعتدنا عليها وليست ذا بال، وذكرنا لها من باب أن الرمي للأشجار المثمرة وكشف حقائقهم وطويات نفوسهم التي ظهرت بأشكال مختلفة ومتلونة في وسائل الإعلام مستغلين السذج، لكن لا يضر الجبال الشاهقات نعيق الغرابين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي