أزمة التعلم العالمية ومعاناة الجيل الجديد «1من 2»
أظهرت أحدث درجات الرياضيات والقراءة في الولايات المتحدة تراجعات مثيرة للقلق بسبب الخسائر الناجمة عن الجائحة وما يتصل بها من إغلاق المدارس، حيث لم يشهد مسار التعليم تراجعا مثل هذا من قبل. وبالنسبة إلى عديد من الدول النامية، فإن آثار هذه الصدمة أسوأ بحكم ضعف إمكاناتها المالية وعدم قدرة بنيتها التعليمية على تحمل هذا التراجع التاريخي، إذ تصل إلى حد أزمة في التعلم تهدد جيلا من الأطفال. ويتوقع أن تستمر آثار هذه الأزمة إلى فترة طويلة وستغطي كثيرا من دول العالم خاصة الفقيرة وذات الإمكانات المحدودة والبنية التحتية التعليمية الهشة والضعيفة.
ولا يستطيع ما يصل إلى 70 في المائة من الأطفال في سن العاشرة في الاقتصادات منخفضة ومتوسطة الدخل قراءة نص أساسي وفهمه، وهو ما نسميه "فقر التعلم". وكان العجز في التعلم كبيرا بالفعل قبل الجائحة، لكنه تعمق مع توقف الأنظمة التعليمية في مختلف أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى خسائر محتملة هائلة في الإنتاجية والدخل، ويعرض للخطر رفاهية جيل من الأطفال والشباب في المستقبل. فيجب على الحكومات وعلى مجتمع التنمية الدولي التحرك بسرعة وحسم.
وخلال الجائحة، لم يحقق الطلاب أي مكاسب معتادة من التعلم أثناء إغلاق المدارس، على الرغم من محاولات الوصول إليهم بالتعلم عن بعد. فعلى سبيل المثال، فقد الطلاب في مالاوي 18 شهرا من التعلم خلال سبعة أشهر من الإغلاق بسبب فشلهم في تعلم مهارات جديدة ونسيانهم بعض ما تعلموه بالفعل. وفي ساو باولو في البرازيل، وهي واحدة من أولى الولايات الكبيرة التي تقيس بدقة خسائر التعلم، كانت الانخفاضات كبيرة للغاية حيث تراجعت إلى مستويات التعلم التي قيست قبل 14 عاما في الرياضيات وقبل عشرة أعوام في القراءة. كما تم توثيق خسائر كبيرة في الهند وبنجلادش والمكسيك.
وحول فرصة تعويض خسائر التعلم، فإن معظم المدارس بالفعل عادت إلى فتح أبوابها، لكن العودة إلى طريقة التدريس نفسها كما كانت قبل الجائحة لن تكون كافية لتعويض هذه الخسائر. ويجد الطلاب صعوبة في مسايرة معلميهم ودروسهم. وهم معرضون لخطر الانفصال والتخلف عن الركب حتى إنهم قد يتسربون من التعليم. والفتيات معرضات بشكل خاص للخطر والاعتداء والتحرش والعنف. ولذلك لا بد من توفير الحماية الكاملة لهن حتى يواصلن تعليمهن إلى مراحل متقدمة ويمنحن الفرص الكافية في اختيار الدراسة التي يرغبن فيها لتحقيق طموحاتهن المستقبلية... يتبع.