رياح معاكسة تواجه الطلب على النفط .. الأسواق تحت ضغوط الجائحة وقيود سقف الأسعار
أنهت سوق النفط أسبوعا شابته المخاوف حيال الطلب الصيني والمفاوضات بشأن سقف الأسعار الذي اقترحته مجموعة الدول السبع للنفط الروسي.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت خلال تعاملات أمس لتسجل 83.63 دولار للبرميل عند التسوية بتراجع 1.71 دولار أو 2 في المائة.
كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي مسجلة عند التسوية 76.28 دولار للبرميل بانخفاض 1.66 دولار أو 2.13 في المائة.
ووفقا لـ"رويترز"، تأثرت الأسواق برياح معاكسة للطلب على النفط، إلى جانب ضعف الدولار والخلفية السلبية لأسعار الخام. يشار إلى أنه لم يجر التوصل إلى تسوية لخام غرب تكساس الوسيط الخميس بسبب العطلة في الولايات المتحدة. وسجلت عقود الخامين ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، بعد أن بلغت أدنى مستوياتها في عشرة أشهر هذا الأسبوع.
وتشهد السوق ضغوطا متزايدة، متأثرة بإعلان الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، رقما قياسيا جديدا للإصابات بكوفيد - 19، حيث واصلت مدن في جميع أنحاء البلاد فرض قيود على التنقل ضمن قيود أخرى للسيطرة على المرض. وشددت السلطات المحلية القيود للقضاء على تفشي المرض، ما زاد من مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد والطلب على الوقود.
وأظهرت مذكرة من "إيه.إن.زد" أن تفشي الإصابات في الصين، بدأ يلحق الضرر بالطلب على الوقود بشكل كبير مع تراجع حركة السيارات.
من جهة أخرى، يناقش دبلوماسيون من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي سقفا لأسعار النفط الروسي بين 65 و70 دولارا للبرميل، بهدف الحد من الإيرادات التي تمول تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا دون تعطيل أسواق النفط العالمية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق.
ويتماشى المستوى المقترح بشكل عام مع ما يدفعه المشترون الآسيويون بالفعل، ومن المتوقع أن يظل التداول حذرا قبل الاتفاق على سقف الأسعار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر عندما يبدأ حظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي، وقبل الاجتماع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، "أوبك +"، في الرابع من ديسمبر.
وقال مصدران "إن بعض المصافي الهندية والصينية تدفع أسعارا أقل بما بين 25 إلى 30 دولارا للبرميل من مستوى الحد الأقصى المقترح لخام الأورال، خام التصدير الرئيس لروسيا".
كما تعرضت أسعار النفط لضغوط بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة: إن مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأمريكية ارتفعت بشكل كبير الأسبوع الماضي. وخففت الزيادة من بعض القلق بشأن شح السوق.
لكن مخزونات النفط الخام تراجعت 3.7 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى 431.7 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين في استطلاع لـ"رويترز" بانخفاض 1.1 مليون برميل.
وقال محللو "إيه.إن.زد ريسيرش" في مذكرة للعملاء: "السوق تعد سقف الأسعار مرتفعا للغاية، ما يقلل من خطر اتخاذ موسكو إجراءات انتقامية".
وأضافوا أن "الإصابات في الصين وتحديد سقف لأسعار النفط الروسي يعدان رياحا معاكسة تؤثر في الطلب، إضافة إلى ضعف الدولار والخلفية السلبية لأسعار الخام".
وأوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لن تزود النفط والغاز لأي دولة تنضم إلى فرض سقف الأسعار، وهو ما أكده الكرملين.
وأكد ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي أن بلاده لا تزال موردا للنفط يمكن التعويل عليه، وأن فرض حد أقصى لسعر النفط الروسي من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض المعروض.
وكان تحالف "أوبك +" قد وافق في تشرين الأول (أكتوبر) على خفض الإنتاج المستهدف بمقدار مليوني برميل يوميا حتى نهاية 2023.
وأعلنت باربورا بوتسوفا السكرتيرة الصحافية لشركة التشغيل التشيكية "ميرو" استئناف إمدادات النفط من روسيا إلى سلوفاكيا عبر أوكرانيا الخميس. وقالت بوتسوفا لوكالة "ريا نوفوستي"، "استؤنفت إمدادات النفط الروسي عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا، لقد تم القضاء تماما على مشكلات إمدادات الكهرباء، التي تسببت في انقطاع قصير في إمدادات النفط".
وكانت قناة "براتيسلافا" التلفزيونية قد ذكرت في وقت سابق أن إمدادات النفط عبر الفرع الجنوبي لخط أنابيب دروجبا من أوكرانيا إلى سلوفاكيا توقفت بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 86.20 دولار للبرميل مقابل 84.18 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة تراجعات سابقة له على التوالي".