العلا أيقونة عالمية
أصبحت العلا أيقونة من أيقونات التراث العالمي. في المقابل تواصل الهيئة الملكية للعلا العمل على تطوير هذا الموقع الحضاري الخلاب. وفي غضون أعوام قليلة أضحت العلا وجهة لسياح من الداخل والخارج. مطار العلا أصبح يستقبل الطائرات بشكل مباشر عبر أكثر من وجهة دولية. الطبيعة الفريدة والآثار العريقة هناك إلى جانب الفعاليات الثرية مثل شتاء الطنطورة وسواها كانت ولا تزال عناصر جذب.
ولذلك لم يكن مستغربا أن تحتضن العلا بمنتهى الحب والشغف، الحفل الذي أقامته منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، للاحتفاء بأفضل القرى السياحية في العالم لـ2022. وبالتأكيد كانت العلا واحدة من تلك القرى التي أخذت نصيبها من الاحتفاء والتقدير العالمي.
الاستثمار في العلا استحضر اشتراطات منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية التي تركز على معايير مهمة من بينها الجوانب الثقافية والطبيعية، والاستدامة الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية.
الاحتفالية تجاوزت مجرد المظهر الاحتفالي المبهر، الذي أبهج الحضور، حيث تحولت المناسبة إلى فرصة لاستحضار تعافي القطاع السياحي العالمي وفتح أبواب النقاش بشأن مبادرات محلية ناجحة كانت نموذجا نوهت به منظمة السياحة العالمية وعدته إطار عمل دولي لتخطي المصاعب التي واجهها القطاع السياحي وانعكس تأثيره على مختلف المجتمعات الإنسانية.
من المهم النظر إلى العلا باعتبارها مشروعا سياحيا وثقافيا وفنيا وبيئيا إبداعيا مختلفا. يكفي النظر إلى المبادرات التي تعمل عليها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ومن هذه المبادرات على سبيل المثال لا الحصر، برنامج حماية الذي يستثمر في أبناء وبنات العلا للمحافظة على آثار وتراث وبيئة المكان. والمسح الأثري هناك الذي تشارك فيه بعثات محلية وعالمية، ومحمية ومنتجع شرعان، وينضوي تحتها عدة مبادرات بينها الحفاظ على النمر العربي.
قصة العلا الملهمة تمثل نموذجا من نماذج الوجهات السياحية الملهمة. وقد تم العمل على التفاصيل بشغف نادر. وبمثل هذه الروح يتم تطوير الوجهات السياحية في البحر الأحمر ونيوم والسودة والقدية. بعد أعوام قليلة ستغدو المملكة وجهة تزهو بالسياح الدوليين على مدار العام.