الاستمطار وإدارة المياه والزراعة

أخبار مفرحة، المملكة تسجل مستوى قياسيا في متوسط هطول الأمطار بـ31.8 ملم في شهر أبريل وهو الأعلى منذ 40 عاما، والخبر من حساب وزارة البيئة والمياه والزراعة على تويتر، ولا أعلم هل للاستمطار دور رئيس في ذلك؟ الأخبار المنشورة عن برنامج الاستمطار "البرنامج الإقليمي لاستمطار السحب" تؤكد أن حصيلة البرنامج في مراحله الثلاث 3.5 مليار متر مكعب من المياه والرقم من حساب المركز الوطني للأرصاد، والرئيس التنفيذي للمركز الدكتور أيمن غلام قال، إن المراحل الثلاث من البرنامج حققت نجاحا بـ97 في المائة، هذه المؤشرات الإيجابية دفعت المركز أو الوزارة إلى توقيع عقد لشراء أربع طائرات حديثة للاستمطار وطائرة خامسة لأبحاث الطقس والمناخ "هي الثانية عالميا من حيث التقنية كما ذكر". هذه أخبار مبهجة لبلادنا الغالية التي تشكو من التصحر والجفاف وندرة مصادر المياه.
أين تذهب هذه الأمطار؟، في ملخص تقرير الوزارة لشهر أبريل على سبيل المثال 118 مليون متر مكعب وردت إلى السدود تم تصريف 57,7 مليون متر مكعب منها.
هذا يقودنا إلى طرح أسئلة حول السدود وإدارة المياه فيها، وهي أسئلة مستمدة من شكاوى الأهالي على سبيل المثال في بيشة ودور سد بيشة، لماذا يكثر الحديث عن تراجع الزراعة في بيشة، يشير المعلقون في وسائل التواصل حول هذه القضية إلى السد، وهو مماثل لما يتردد عن سد نجران، ولست مختصا ولا خبيرا في هذا الشأن، لكن هذه القضية تطرح منذ زمن دون رد، والواجب على وزارة الزراعة أن توضح وترد بشفافية ربما هناك أمور يغفل عنها الناس أمثالي، لكن بقاء الأسئلة والشكاوى معلقة يحسب سلبا على إعلام وتفاعل الوزارة مع المستفيدين من خدماتهم والمجتمع ككل.
والمسألة في تقديري تشابه إلى حد كبير قضية تسويق المنتجات الزراعية المحلية، خصوصا في المواسم، ففي الأخبار أن وزارة البيئة والمياه والزراعة "رعت توقيع اتفاقية بين شركتي جرين كورب ومزارع بادية تهدف إلى التوسع في الإنتاج الغذائي المستدام في المملكة ومنطقة الخليج" حسنا هذا -إن شاء الله- مشروع ناجح لكن ماذا عن تسويق المنتجات الزراعية، خصوصا الموسمية من حبحب القصيم إلى مانجو جيزان، لماذا لا تصل بحالة جيدة وأسعار معقولة للمدن الكبيرة أيضا؟ هذا يحسب سلبا على تفاعل إعلام الوزارة مع المستفيد "المزارع" والمجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي