تغلب على حظك العاثر

قد تكون ذكيا ومتعلما وعارفا بفنون المال والتجارة، ومع ذلك لا تحقق أي ثروة أو نجاح.
وفي المقابل يمكن لرجل أقل منك ذكاء وألمعية أن ينجح ويصبح ثريا لمجرد وجوده في الموقع والظرف والتوقيت المناسب.
وهذه المفارقة تخبرنا بأن هناك شروطا لصنع المال يمكننا التحكم بها كـ"شراء الأصول واستثمار المدخرات" وشروطا لا يمكننا التحكم بها كـ"الحظ الجيد والفرص السعيدة والقدر المكتوب".
ولأنك لا تستطيع التحكم "بالثانية"، يجب أن تولي "الأولى" كامل اهتمامك، لأن مهاراتك في الاستثمار وإدارة المال هي الأصل الذي يضمن نجاحك حين يأتي الظرف والفرصة المناسبتان.
وكي ترفع من فرصة وجودك "في الظرف والتوقيت المناسبين"، جرب كثيرا، وحاول كثيرا، وانهض بسرعة بعد كل سقوط. إصرارك وتكرار محاولاتك هما ما يرفعان نسبة حظوظك وأقدارك الجميلة حتى لو كنت منحوسا بنسبة (100/1).
لا أحد يعلم الغيب، ولا الوصفة الأكيدة للنجاح، لكن الرياضيات تخبرنا أن كثرة المحاولات ترفع نسبة النجاح.. حتى الشركات المقتدرة كـ"أبل" و"مايكروسوفت" لا يمكنها ضمان نجاح أي منتج أو مشروع جديد.. وكي ترفع نسبة نجاحها، تجرب في كل عام عددا كبيرا من المنتجات والخدمات المبتكرة التي، حتى إن فشل معظمها، ينجح منها واحد أو اثنان يعوضان الخسائر كافة.
وهذه المعادلة تطبق عليك أيضا، فقد لا تكون محظوظا في المحاولات الأولى، لكنك بالتأكيد ستحصل على فرصتك الخارقة حين تجرب كثيرا وتحاول كثيرا وتنهض بعد كل سقوط.
معظم الناس حولك لم يحققوا أحلامهم، ليس لأنهم لم يحاولوا، بل لأنهم توقفوا قبل خطوة فقط من فرصتهم العظيمة "التي قد تكون الثالثة أو الرابعة أو حتى الـ20".
قصتي المفضلة بطلها جاك ماي الذي مر بـ51 تجربة فاشلة قبل أن يصبح أغنى رجل في الصين. فقد رسب في امتحانات القبول من جميع الكليات الصينية، ولم يقبل طلبه في عشر جامعات أمريكية.. وحين قرر دخول سوق العمل قدم على 30 وظيفة لم يقبل في أي منها "بما في ذلك مطاعم كنتاكي، وشرطة بكين" فقرر في النهاية تأسيس موقعه الخاص للبيع على الإنترنت ـ نعرفه اليوم باسم "علي بابا" المنافس الحقيقي لـ"أمازون" الأمريكي.
إذن: لا تيأس ولا تستسلم واجعل من التجربة والمحاولة وظيفتك اليومية.. لا تتوقف عن النمو والتطور وتجربة الخيارات لأن الاستسلام هو الفشل الحقيقي، وعدم الإصرار هو أفضل خطة للفشل.
مشكلتنا ليست في وجود النماذج الناجحة، بل تجاهلنا حقيقة أن جميع الناجحين مروا بعشرات التجارب الفاشلة قبل صعودهم للقمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي