مع ارتفاع الأعداد .. ثلاجات "الآيس كريم" تنقل جثث القتلى في غزة
لجأ مسؤولو الصحة في قطاع غزة إلى حفظ جثث الفلسطينيين الذين قُتلوا جراء الضربات الجوية الإسرائيلية في صناديق شاحنات تجميد البوظة (الآيس كريم) لأن نقلها إلى المستشفيات محفوف بالمخاطر والمقابر لا يوجد بها متسع.
وبحسب "الفرنسية" أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي أعنف موجة قصف على الإطلاق على قطاع غزة ردا على هجوم حماس المباغت.
وقال الطبيب ياسر علي من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح "تتسع مشرحة المستشفى لعشر جثث فحسب، لذلك أحضرنا ثلاجات تجميد الآيس كريم من مصانع المثلجات من أجل حفظ الأعداد الهائلة من الشهداء".
وعادة ما تُستخدم شاحنات التجميد، التي يحمل جانباها صورا إعلانية لأطفال باسمين ويتلذذون بالمثلجات، في توصيل الشحنات إلى المتاجر. وفي الوقت الراهن، تُستخدم كمشارح مؤقتة لضحايا الحرب الضروس بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وسمح جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم لسكان شمال غزة بالتحرك إلى جنوب القطاع قبل اجتياح بري متوقع ردا على الهجمات التي نفذتها حماس قبل ثمانية أيام.
وقالت السلطات في غزة إن الضربات الجوية الإسرائيلية أودت بحياة 2450 شخصا وأدت إلى إصابة نحو عشرة آلاف حتى الآن. وتنفد الإمدادات من المستشفيات التي تكافح للتعامل مع أعداد المصابين المتزايدة.
وذكر الطبيب علي وهو يفتح الثلاجات ليظهر الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء "حتى بوجود هذه الثلاجات، يفوق عدد (القتلى) سعة هذه المشرحة الرئيسة بالمستشفى والمشارح البديلة، وما بين 20 و30 جثة متروكة داخل خيام أيضا".
وأضاف "قطاع غزة في أزمة وإن استمرت الحرب بهذه الطريقة، فلن نستطيع دفن القتلى. المقابر ممتلئة بالفعل ونحتاج إلى مقابر جديدة لدفن القتلى".
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إن السلطات في مدينة غزة تعد أيضا تعد مقابر جماعية.
وتابع "مع هذا الواقع، في ظل تكدس عشرات من الشهداء ممن لم يتسن التعرف عليهم خلال الأيام الماضية من العدوان، وضجت بهم ثلاجة الشهداء في مستشفى الشفاء، وفي ظل توافد العشرات الآخرين من الشهداء أطفال رضع، ونساء ورجال وشيوخ، كان لزاما علينا أن نقوم بواجبنا الشرعي والأخلاقي تجاه الشهداء بدفنهم".