أزياء «التأسيس».. مشهد سعودي يؤكد الاعتزاز بالهوية والتاريخ
الطفشة الجنوبية التي تعلو رؤوس الأطفال، والعقال المقصب الذي تكاد تخلو منه الأسواق، ومثلهما مسفع المنطقة الغربية وغيرها كثير من الأزياء السعودية التراثية التي تشهد طلبا لافتا في مناسبة يوم التأسيس الاحتفالية تخبرنا بأن التراث الثقافي لا يموت أو يندثر بالتقادم، إنما بالتجاهل.
وبالتزامن مع ما يحسب لاحتفالية التأسيس من مكاسب وطنية اجتماعية وثقافية، يمكن اليوم الحديث -وبأرقام محققة- عن منافع اقتصادية أيضا، فهذه سوق جديدة تضاف لأسواق الوطن ورافد كبير وحقيقي لصناعاته التقليدية. كما أنها رافعة مهمة للسياحة السعودية التي باتت على مقربة من تحقيق مستهدفات رؤية 2030 قبل موعدها المقرر.
يقال عن الأزياء إنها الطريقة التي نعبر بها عن أنفسنا ونتواصل بها مع العالم دون كلمات. كما أنها شكل من أشكال التعبير الذاتي، فهي ليست فقط عن الأقمشة والتصاميم، بل هي أيضا عن الثقة بالنفس والإيمان بالذات. وهذا ما يجعلها أمثل سفير لقيمنا الثقافية والحضارية اليوم وغدا.
وبحسب مختصين فإن الأزياء التراثية تؤدي دورا مهما في دعم الصناعة التقليدية على عدة جوانب، منها الحفاظ على التراث الثقافي: تعد الأزياء التراثية جزءا من التراث الثقافي للمجتمعات، وبالتالي يسهم الاهتمام بالأزياء التقليدية في الحفاظ على الهوية الثقافية وتاريخ الشعوب. وتعزيز الصناعات اليدوية: يتطلب صنع الأزياء التقليدية مهارات يدوية تقليدية متخصصة، وهذا يعني دعم وتعزيز الصناعات اليدوية والحرفية التقليدية في المجتمعات. وتشجيع الاقتصاد المحلي: من خلال دعم صناعة الأزياء التقليدية، يمكن توفير فرص عمل للحرفيين والصانعين المحليين، وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي وتقليل البطالة. تعزيز السياحة الثقافية: يمكن للأزياء التراثية أن تكون جزءا من تجربة السياح الثقافية، حيث يتمكنون من استكشاف وشراء الأزياء التقليدية كجزء من تذوقهم للثقافة المحلية. تعزيز التبادل الثقافي: من خلال عرض وتسويق الأزياء التقليدية على المستوى العالمي، يمكن تعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الثقافات والمجتمعات.
بهذه الطرق، تسهم الأزياء التراثية السعودية في دعم الصناعة التقليدية وتعزيز الثقافة والاقتصاد المحلي، وتبرز الهوية الثقافية للمجتمع السعودي عالميا.