"أوبك+" نجحت في استقرار أسواق النفط
نجحت "أوبك+" حتى الآن في إدارة واستقرار سوق النفط ولديها القدرة على إبقائه في حالة توازن.
في هذا الجانب، أعلنت المجموعة في اجتماعها الأخير تمديد تخفيضات الإنتاج مرة أخرى. وكان القرار متوقعا إلى حد كبير، لكن على عكس الأعلانات السابقة، كان له تأثير في الأسعار، مدعوما بتصاعد المخاطر الجيوسياسية.
تتزايد المعنويات التصاعدية في سوق النفط، حيث من المتوقع أن يؤدي النمو القوي للطلب العالمي وتشدد العرض إلى دفع الأسعار إلى الارتفاع أكثر في الصيف. مع تجاوز أسعار خام برنت 90 دولارا للبرميل، هناك فرصة لمزيد من الارتفاع وسط تزايد المخاطر الجيوسياسية. ولا تستبعد البنوك الاستثمارية وصول سعر برنت إلى 100 دولار هذا العام.
بالفعل، ارتفعت أسعار النفط 2 % صباح الجمعة الماضي، وسط مخاوف من احتمال انقطاع إمدادات النفط من الشرق الأوسط، في أعقاب تقارير عن تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.
وتؤكد هذه الزيادة الحادة حساسية الأسواق للاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة لإمدادات النفط العالمية.
إن مسار أسعار النفط خلال العام المقبل يعتمد إلى حد كبير على استمرار قوة الطلب والمخاطر الجيوسياسية، إضافة إلى قرارات "أوبك+". وإذا قرر التحالف في أوائل يونيو الإبقاء على تخفيضاته الحالية، فقد نشهد أيضا تشدد سوق نفط في النصف الثاني من العام.
في الوقت الحالي، ترتفع الأسعار، مع تزايد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرار الطلب القوي الذي قد يصبح أقوى من المتوقع. كما تسببت مشكلات العرض والبنية التحتية في إعاقة الإنتاج والصادرات من المكسيك إلى روسيا.
في الأسابيع الأخيرة، قام كبار المتداولين، وكذلك البنوك الاستثمارية، بتحديث توقعاتهم للأسعار والطلب. على سبيل المثال، تتوقع مجموعة فيتول أن تراوح أسعار النفط بين 80 و100 دولار للبرميل هذا العام. وتتوقع المجموعة أيضا نموا قويا للطلب العالمي على النفط هذا العام بنحو 1.9 مليون برميل يوميا.
وإذا تحققت هذه التوقعات، فإن نمو الاستهلاك هذا العام لن يكون بعيدا جدا عن الزيادة الكبيرة في الطلب التي شهدها العام الماضي. ورفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لاستهلاك النفط العالمي لعامي 2024 و 2025 بما يراوح بين 400 و500 ألف برميل يوميا، بسبب مراجعة بيانات 2022 وديناميكيات السوق الحالية.
من جانبه، يرى مورجان ستانلي أن تزايد المخاطر الجيوسياسية يدفع أسعار برنت إلى 94 دولارا للبرميل في الربع الثالث، حيث رفع البنك توقعاته للسعر بمقدار 4 دولارات للبرميل مقارنة بتوقعاته السابقة.
وفي الشهر الماضي، رفع مورجان ستانلي بالفعل توقعاته لأسعار النفط في الربع الثالث بمقدار 10 دولارات للبرميل، إلى 90 دولارا، على خلفية توقعات الأسواق الأكثر تشددا في الصيف.
وفي الأسابيع الأخيرة، قالت البنوك، إن أسعار النفط قد تصل إلى 100 دولار للبرميل بحلول نهاية الصيف. لكن، تدمير الطلب يمكن أن يمنع الأسعار من الوصول إلى أرقام ثلاثية، كما يقول جيه بي مورجان.
لذلك، يعتقد المحللون أن "أوبك+" ستعكس على الأقل جزءا من التخفيضات إذا ارتفعت الأسعار إلى 100 دولار، حيث ستتطلع إلى تجنب تدمير الطلب، استجابة أقوى من النفط الصخري الأمريكي، وخسارة محتملة على المدى الطويل للطلب على نفط المجموعة.
بالفعل، رغم أن الأمر قد يبدو مغريا بالنسبة للمنتجين ببيع النفط بسعر 100 دولار للبرميل، إلا أنهم ليسوا على استعداد للمخاطرة بصدمة تضخمية أخرى قد تؤدي إلى شل الطلب على النفط.