الذكاء الاصطناعي يقلل هدر الطعام و«الأتمتة» تحدد مستوى الربح

غيرت "بيكنك" مشهد توصيل المواد الغذائية في هولندا.

سيشهد قطاع توصيل المنتجات إلى المنازل ازدهارا هائلا بفضل التقدم في الذكاء الاصطناعي الذي يقلل من هدر الطعام ويوفر مهلا زمنية أكثر دقة للزبائن، بينما يحدد مستوى الأتمتة الربح بحسب ما يتوقع رئيس شركة "بيكنك" الهولندية التي تتطوّر بوتيرة سريعة في فرنسا وألمانيا.

وغيرت "بيكنك" مشهد توصيل المواد الغذائية في هولندا، من خلال عرضها هذه الخدمة مجانا، حيث يقوم المستهلك بالتسجيل في إحدى الجولات المجدولة، ويتم إعلامه أنه سيتسلم الطلبية في غضون 20 دقيقة.

وبدأت الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات كثيرة، بحسب ما يقول ميشيل مولر رئيسها التنفيذي (59 عاما) حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي مثلاً للتنبؤ بكمية الموز التي ستباع في 3 أسابيع، أو بما سيحدث عندما يكون الطقس جيداً أو سيئاً، أو لوضع خطة لعملية توصيل.

وأشار إلى أن التوقعات ستصبح مع التقدم التكنولوجي دقيقة أكثر، ما يقلل من هدر الطعام ويوفر مهلا زمنية أكثر دقة للزبائن، وقال: "قبل 60 عاماً، لم تكن المتاجر الكبرى موجودة، وكان هناك مجرّد محلات صغيرة، فالقطاع يتطوّر دائماً مستخدماً التقنيات الجديدة والطرق الحديثة لتوصيل الطلبيات".

وابتكرت "بيكنك" برنامجا داخليا خاصا بها لتحسين كل عنصر من عملية التوصيل، بدءا من المعالجة والتعبئة في المستودع وصولاً إلى "آخر كيلومتر" من توفير المنتج للزبون، حيث يتم حساب أوقات التسليم بدقة متناهية، بفضل معالجة كمية كبيرة من المعلومات بواسطة 300 محلل بيانات و300 مهندس برمجيات في المقر الرئيس لـ"بيكنك".

وقامت "بيكنك" باستثمارات ضخمة لتمويل برامج معينة ومراكز التوزيع الخاصة بها، فجهز مركز أوتريخت مثلاً بحزام ناقل طوله 14 كيلومتراً، حيث قفز حجم مبيعاتها من 10 ملايين يورو (10,69 ملايين دولار) عام 2016 إلى 1,25 مليار (1,34 مليار دولار) عام 2023، وزادت قوتها العاملة من 100 إلى 17 ألف شخص خلال الفترة نفسها لكن "بيكنك" تكبدت خسائر بنحو 200 مليون يورو (نحو 214 مليون دولار) خلال العام الفائت مع تطوير نشاطها في ألمانيا، وتحديداً في برلين وهامبورج وهانوفر، بحسب مولر.

وحققت الشركة أرباحا إجمالية للمرة الأولى هذا العام في سوقها المحلية حيث يقول مولر: "لقد استغرق تحقيق الأرباح في هولندا 8 سنوات" حيث أعلنت "بيكنك" في يناير الماضي أنها جمعت 355 مليون يورو (نحو 380 مليون دولار) لتمويل تطوير أعمالها في ألمانيا وفرنسا، من مستثمرين أبرزهم مؤسسة "بيل وميليندا جيتس" والشركة الألمانية العملاقة في التوزيع "إديكا". ويشير مولر إلى أن "تحقيق الأرباح مرتبط بالتكنولوجيا، فمستوى الأتمتة يحدد مستوى الربح، لدينا اليوم نحو 30% من الأتمتة في هولندا، وسنصل إلى 100% في غضون سنوات قليلة، وسنحقق ذلك في ألمانيا وفرنسا قريباً".

سمات

الأكثر قراءة