فهد السيف .. مهندس «عولمة» صندوق الاستثمارات السعودي
نظرا إلى حجم الملفات المتنوعة الموكلة إلى فهد السيف الذي صدر قرار تعيينه رئيسا للإدارة العامة لاستراتيجية الاستثمار والدراسات الاقتصادية في صندوق الاستثمارات العامة، المحرك الرئيس للرؤية السعودية 2030، يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: ما هي المفاتيح الاستثمارية التي يخبئها السيف في جيبه وهو قادم للمهمة الأصعب ؟ "للإجابة عن هذا السؤال بحسب مراقبين للشأن الاقتصادي السعودي، لا بد من الرجوع للبيان الصادر عن الصندوق الذي حدد مهامه، حيث يتولى السيف بموجبه مسؤولية توجيه وقيادة تطوير استراتيجية الاستثمار العامة لصندوق الاستثمارات العامة، والأسواق، والاستدامة والحياد الصفري، والاستفادة من أدوات التحليل الاقتصادية المتخصصة للإسهام في تمكين قيادات الصندوق من اتخاذ القرارات.
وبخلاف المهام الجديدة سيواصل السيف مهمته في قيادة أنشطة التمويل الاستثماري العالمي للصندوق، كرئيس للإدارة العامة للتمويل الاستثماري العالمي، بما في ذلك تطوير استراتيجيات التمويل الاستثماري، ومشاريع نقل الأصول الحكومية، وتمويل وهيكلة رأس المال، والاستشارات المالية، وإدارة العلاقات مع المؤسسات المالية والمستثمرين.
المهام التسع التي يتسلم زمامها فهد السيف تبدو للمراقبين والمختصين في المجال الاستثماري للصناديق الحكومية بمنزلة رافعات لمستقبل الاستثمار في السعودية. صحيح أن المهام التسع تبدو صعبة، لكن تراكم خبرات السيف الممتدة لـ 25 عاما، وعمله رئيسا وعضوا في 12 جهة حكومية شبه خاصة، تعزز التفاؤل بمضيه قدما بهذه الملفات إلى بر النجاح. أُسس صندوق الاستثمارات العامة في السعودية عام 1970، لكن ولادته الثانية والكبيرة جاءت في 2015، بصدور قرار مجلس الوزراء وربطه بمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ما أدى إلى تعاظم أصوله لتبلغ 3.47 تريليون ريال خلال الأعوام الثمانية الأخيرة.
ولا يختلف السيف عن كثير من قادة صندوق الاستثمارات العامة أو بعض الوزراء الحكوميين المعينين حديثا، في أنه يأتي للعمل الحكومي من باب القطاع الخاص، ويتماشى مع توجهات السعودية في الخصخصة وتعزيز موارد وعوائد الدولة، وإيجاد روح جديدة بفكر جديد.
بدأ فهد حياته المهنية في القطاع الخاص وشغل مناصب عليا في كل من البنك السعودي البريطاني "ساب" وإتش إس بي سي السعودية لأكثر من عقد. بعد فترة عمله في القطاع الخاص، عمل السيف مستشارا أول لوزير المالية السعودي ، كما أسس ورأس مكتب إدارة الدين العام في الوزارة، أعيدت تسميته لاحقا باسم المركز الوطني لإدارة الدين العام، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة.
عمل السيف خلال السنوات القليلة الماضية بعد انتقاله للصندوق على إعداد إطار التمويل الأخضر للصندوق والحصول على أول تصنيف ائتماني للصندوق من وكالات التصنيف الدولية، ومن ثم إطلاق برنامج السندات الدولية الأول لصندوق الاستثمارات العامة، منها إصدار أول سندات خضراء بشريحة 100 عام ، وهي أول سندات من نوعها على مستوى العالم يتم إصدارها من قبل صندوق ثروة سيادي. من بين الجهود الأخرى التي تدعم صندوق الاستثمارات العامة وشركاته التابعة، عمل السيف على تنويع مصادر رأس المال لتمويل مشاريع تحولية للصندوق في مختلف القطاعات.
هل تطوير مسار استثمارات PIF يحتكر مهارات فهد السيف الحاصل على بكالوريوس نظم المعلومات الإدارية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في 1998، هذا ما يرفضه رؤساؤه فهو يشغل أيضا عدة مناصب في مجالس إدارات شركات محلية ودولية، بما في ذلك ترؤسه لمجلس إدارة شركة تأجير الطائرات (AviLease) وإعمار المدينة الاقتصادية.
