هل تفجر اقتصادات الذكاء الاصطناعي الصعبة فقاعة «إنفيديا»؟
قفز سهم إنفيديا 120% هذا العام، لتبلغ القيمة السوقية للشركة 2.8 تريليون دولار، مايجعل تقييمها قريبا من مايكروسوفت وأبل.
تتمتع إنفيديا بكثير من المزايا حيث تتطلع الشركات إلى تحويل قاعدتها الكبيرة من مراكز بيانات تقليدية إلى حوسبة متسارعة باستخدام وحدات معالجة الرسومات لتؤدي مزيدا من مهام الذكاء الاصطناعي.
ويتم تداول السهم حاليا عند نحو 113 دولارا أو ما يقارب 41 ضعفا للأرباح المستقبلية. وقد يبدو هذا المضاعف مرتفعا، لكنه معقول نظرا لنمو إنفيديا الأخير، وفقا لـ "فوربس"
كان الأداء المالي للشركة قويا، وهي في طريقها إلى زيادة الإيرادات بمقدار الضعف تقريبا هذا العام. مع ذلك، هناك أسئلة مهمة حول الاقتصاد الأساسي للسوق النهائية لشرائح وحدة معالجة الرسومات والنظام البيئي الأوسع للذكاء الاصطناعي، حيث يظل معظم عملاء إنفيديا خاسرين.
إنشاء أنظمة الذكاء الاصطناعي وتدريب نماذج اللغة الكبيرة أمر مكلف. وهذا يثير مخاوف بشأن كيفية سداد الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الشركات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
رغم أن هذه لا تزال أولى أيام صناعة الذكاء الاصطناعي، إلا أننا لم نر بعد عديدا من خدمات الذكاء الاصطناعي التي لديها قاعدة كبيرة إلى حد معقول من العملاء، ماعدا شات جي بي تي. في الواقع، قد تتكبد أوبن أيه آي نفسها خسائر تصل إلى خمسة مليارات دولار في 2024، وفقا لـ"ذا إنفورميشن".
وبالنظر إلى أن الأسواق تتوقع نمو إيرادات إنفيديا إلى نحو 160 مليار دولار في السنة المالية 2026، مع الجزء الأكبر من هذا النمو قادم من وحدات معالجة الرسومات التي تركز على الذكاء الاصطناعي، يتبقى أن نرى ما إذا كانت إيرادات عملائها النهائيين ستنمو في الوقت نفسه لتبرير إنفاقهم الكبير.
في حين يبدو أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة أجيال في مجال الحوسبة، فإن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتضح حالات الاستخدام وما إذا كان العملاء سيكونون على استعداد للدفع مقابل هذه الخدمات.
يبدو أن الاستثمارات في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة مدفوعة جزئيا بالذعر، أو الخوف من تفويت الشيء الكبير التالي في التكنولوجيا، بدلا من التفكير الدقيق في العائدات المحتملة. ونتيجة لذلك، قد يبدأ العملاء في البحث عن بدائل أرخص لشرائح المعالجات بخلاف عروض إنفيديا، التي تكلف عادة أكثر من 25 ألف دولار لكل منها.
قد يفتح هذا بابا أمام شركات تصنيع شرائح أخرى، مثل "أيه إم دي" و"إنتل"، رغم أن شرائح إنفيديا متفوقة حاليا من حيث الأداء العام، حيث تستخدم الشركة أيضا برامج ولغات برمجة خاصة لتأمين العملاء بشكل أفضل، إلا أن المنافسة المتزايدة قد تجعل معدلات نمو الإيرادات الحالية لشركة إنفيديا والهوامش المرتفعة بشكل غير طبيعي غير مستدامة.