السعودية تستهدف رفع الاعتماد على الأعلاف المركبة 50 % والتوسع في التراخيص
تسعى السعودية إلى رفع الاعتماد على الأعلاف المركبة 50 % والتوسع في تراخيص المصانع المنتجة لتعزيز الانتاج في المناطق التي تشتهر بكثرة أعداد الثروة الحيوانية فيها.
وأوضحت لـ "الاقتصادية"، وزارة البيئة والمياه والزراعة أنها تخطط إلى رفع نسبة الاعتماد على الأعلاف المركبة لتتوافق مع إستراتيجيات المحافظة على الموارد الطبيعية وتنمية قطاع الثروة الحيوانية تنمية مستدامة لتقليل الاعتماد على الأعلاف الخضراء ذات الاستهلاك العالي للمياه، والحد من الرعي الجائر.
وكشفت أن حجم الاحتياجات السنوية من المواد العلفية المختلفة في السعودية تقدر بنحو 25 مليون طن، وتشكل الحبوب والأعلاف الخضراء النسبة الأكبر من هذه الاحتياجات، ويبلغ عدد مصانع الأعلاف المصرحة من قبل هيئة "الغذاء والدواء" أكثر من 60 مصنعا تنتج نحو 5 ملايين طن سنويا من مختلف المنتجات العلفية لتغذية الماشية والدواجن والأسماك.
الوزارة أشارت إلى أن العمل يجري لإيجاد البدائل العلفية التي تتناسب مع الظروف البيئية، لتشجيع الاستثمار بزراعتها محلياً والاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة حالياً التي لا تؤثر سلباً في الموارد المائية، مثل : الطحالب المائية أو الأعلاف الخضراء ذات الاستهلاك المنخفض للمياه أو بقايا المحاصيل أو الأنشطة الزراعية، بهدف تقليل الاعتماد على المواد العلفية من الخارج.
وأكدت أنها ستشجع المستثمرين للتوسع في إنشاء مصانع أعلاف مركبة جديدة في المناطق التي تشتهر بكثرة أعداد الثروة الحيوانية فيها، والعمل على إيجاد البرامج والخطط المستقبلية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتقديم التسهيلات فيما بتعلق بالقروض والدعم اللوجستي، إضافة إلى التنسيق بين القطاعات ذات العلاقة للاستثمار في إنشاء شركات نقل وتوزيع الأعلاف المركبة والمدخلات العلفية لضمان توفرها في جميع مناطق السعودية مع تقديم التسهيلات والإعفاءات الجمركية على المدخلات العلفية.
وفي هذه الصدد أعلنت الوزارة أخيرا طرح فرصة استثمارية من خلال البوابة الموحدة للاستثمار في المدن السعودية، ما تتيح توقيع العقود إلكترونيا، وتسهل البحث عن الفرص الاستثمارية، ما يسهم في تنمية وتطوير مدن وقرى تحت إشراف وزارة البلديات والإسكان، لإنشاء مصنع أعلاف مركبة على مساحة إجمالية تبلغ 40 ألف متر مربع في القريات بالجوف؛ بهدف رفع كفاءة الإنتاج الحيواني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف، وذلك لما تتميز به المناطق الشمالية بشكل عام والجوف بشكل خاص بعديد من الميز النسبية والملائمة لتنفيذ مشاريع تربية الماشية، وخصوصا مشاريع تربية الأغنام، حيث توجد كثافة في أعداد الثروة الحيوانية والظروف البيئة الملائمة في المنطقة، ولعدم وجود مصانع أعلاف مركبة بالمنطقة، لذا هدفت الوزارة بتحديد هذه المواقع لتوفير المنتجات العلفية لمربي الماشية، وتشجيعهم على التحول إلي نظم التربية الحديثة وتوطين صناعة الأعلاف وخلق الفرص الوظيفية، وتنمية قطاع الثروة الحيوانية واستدامته
وتعد الأعلاف المركبة هي أحد النظم الحديثة والفعالة في تغذية الحيوانات والدواجن، التي يتم من خلالها طحن نوع أو أكثر من المدخلات العلفية المختلفة، بحيث تتضمن الحبوب النباتية (الشعير أو الذرة الشامية أو الذرة الصفراء أو الشوفان أو القمح العلفي)، أو إكساب البذور الزيتية (فول الصويا أو بذور الكتان أو بذور السمسم أو بذور القطن)، أو المنتجات الثانوية للمحاصيل أو العمليات الأنشطة الزراعية (النخالة أو الاتبان)، أو الأعلاف المالئة (البرسيم أو الرودس)؛ ومن ثم خلطها بشكل متجانس ومتوازن مع بعضها بعد إضافة الأملاح والفيتامينات ومن ثم كبسها وتقديمها على صورة مكعبات.
ويمكن تقسيم الأعلاف المركبة المتوفرة بالأسواق التجارية إلي نوعين رئيسين، وذلك على حسب المدخلات العلفية المستخدمة في تركيبها التي تشمل كل من : الأعلاف المركبة المتكاملة: وهي الأعلاف المركبة التي تعطى للحيوان مباشرة دون الحاجة لتقديم معها مواد علفية أخرى (مثل الأعلاف المالئة)، بحيث يتم طحن وخلط المدخلات العلفية الغنية بالطاقة والبروتين، والأعلاف المركبة المركزة: وهي الأعلاف المركبة التي تحتوي مواد علفية غنية بمحتواها من العناصر الغذائية مثل الطاقة أو البروتين، وذات قابلية عالية للهضم مثل الحبوب أو أكساب البذور الزيتية، وتتطلب تقديم هذه الأعلاف للماشية مع مواد علفية أخرى.
وتتميز الأعلاف المركبة من الناحية التغذوية بأنها تلبي جميع احتياجات الحيوانات من العناصر الغذائية الضرورية (مثل الطاقة، والبروتين، والألياف، والأملاح المعدنية والفيتامينات)، وتكون متوازنة في تركيبها من غير زيادة أو نقصان في أحد هذه العناصر، حيث يتم اختيار أنواع المواد العلفية وحساب كمياتها بناءً على الأسس العلمية والاقتصادية لتكوين هذه الأعلاف المتوازنة ومتكاملة لتغطية احتياجات الحيوان الغذائية في جميع مراحل الفسيولوجية والإنتاجية المختلفة.
ويعد اتباع الممارسات والطرق الحديثة في التربية الحديثة للماشية من الركائز الأساسية للوصول لأعلى كفاءة إنتاجية ممكنة للقطيع وتحقيق الربحية للمنتجين والمربيين، ومن أهم هذه الممارسات والطرق، اختيار نظم التغذية المناسبة، وذلك بتوفير جميع الاحتياجات الغذائية للحيوانات بأقل من العوامل الأساسية لنجاح مشاريع الثروة الحيوانية لما ما تمثله تكاليف التغذية من نسبة كبيرة (60 - 70 %) من إجمالي التكاليف التشغيلية.
ووجدت الدراسات البحثية التي نفذتها الوزارة وبتعاون مع المراكز البحثية في السعودي، أن أفضل نظم تغذية الماشية بغرض التربية أو التسمين تحت الظروف؛ كان نظام التغذية المعتمد على الأعلاف المركبة، حيث أظهرت النتائج تحسن في الكفاءة الإنتاجية مع تحقيق أعلى عوائد اقتصادية مقارنة بنظم التغذية الأخرى.