اليابان .. وجهة سياحية جذابة بأرقام قياسية يفقد مواطنوها شغفهم بالسفر

حتى مع استمرار تدفق السياح الدوليين إلى اليابان في تسجيل أرقام قياسية جديدة، يزداد تفضيل المواطنين اليابانيين للبقاء في الوطن.

كان السفر خيارا ترفيهيا مفضلا للمواطنين اليابانيين منذ عصر الازدهار الاقتصادي وكانت الرحلات المحلية هي هوايتهم الأولى العام الماضي، وفقا لورقة نشرها مركز الإنتاجية الياباني. لكن السوق تكافح من أجل النمو.

لا يتجاوز عدد الرحلات المتجهة إلى الخارج نحو 60٪ من مستويات ما قبل كوفيد، في حين انخفض عدد الليالي التي قضاها السياح في الرحلات المحلية إلى حد كبير على أساس سنوي منذ الخريف الماضي.

أسهمت عوامل متعددة في ذلك، فقد تنوعت الخيارات الترفيهية، ولم تواكب الصناعة الاتجاه نحو الرحلات الفردية والابتعاد عن السفر الجماعي، إلى جانب ضعف الين وارتفاع تكاليف السفر بسبب زيادة السياح القادمين للبلاد. كما تراجعت قفزة الطلب ما بعد الجائحة.

لكن يبدو أن العقبة الأكبر أمام اليابانيين تتمثل في صعوبة الحصول على إجازة من العمل، ما يعني أن الرحلات المحلية لا تتجاوز ليلتين عادة، وأن السفر للخارج محدود على أوقات معينة من العام. وهذا يتناقض مع أوروبا، حيث الإجازات الطويلة هي الأمر المعتاد.

قال يوشيهارو هوشينو، الرئيس التنفيذي لشركة هوشينو ريزورتس: "إذا تم توزيع الإجازات بشكل أكثر توازنا، سيزيد رضا المسافرين وستشهد الصناعة زيادة في عدد السياح".

تجاوز عدد المسافرين إلى الخارج 20 مليونا لأول مرة في 2019 نتيجة زيادة شركات الطيران منخفضة التكلفة. لكن ملكية جوازات السفر انخفضت من 23.8٪ في ذلك العام إلى 17٪ في 2023.

وأعرب هيرويوكي تاكاهاشي، رئيس جمعية وكلاء السفر اليابانية، عن قلقه بشأن تراجع التجارب خارج البلاد بين الشباب. أظهر استطلاع أجراه مكتب مجلس الوزراء في 2018 أن 53٪ من المشاركين الذين تراوح أعمارهم بين 13 و29 عاما لا ينوون الدراسة في الخارج.

وتراوح النسب المقابلة في كوريا الجنوبية والدول الغربية بين 20٪ وأكثر من 30٪.

وفي معظم الدول الناطقة باللغة الإنجليزية، أدى أخذ الشباب لاستراحة لمدة عام، عادة بعد إنهاء المرحلة الثانوية، إلى تعزيز السفر الدولي. قال تاكاهاشي: "إن الخبرة الخارجية تزيد التفاهم بين الثقافات والعلاقات بين الناس. علينا أن نشجع ذلك".

وبحسب ممثل من هيئة السياحة الوطنية اليابانية، الركود في سفر اليابانيين إلى الخارج "سيؤثر سلبا في النهاية على القدرة على جذب السياح إلى اليابان". ويرتفع احتمال زيادة شركات الطيران الدولية عدد الرحلات إلى وجهة ما إذا كان هناك احتمال لزيادة متبادلة في حركة الركاب.

تدرس السلطات اليابانية سياسات لتشجيع الشباب على السفر، مثل جعل الحكومات المحلية تتكفل بتغطية رسوم جوازات السفر ورفع سقف نفقات الرحلات المدرسية في المدارس العامة حتى يمكن تنظيم رحلات خارجية.

وتتركز الأسباب الثلاثة الرئيسة لعدم رغبة الشباب في السفر إلى الخارج في المال، والسلامة، والمهارات اللغوية، حسب استطلاع أجرته شركة أبحاث السوق "شيبويا 109 لاب" في 2023 اشتمل على شباب تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.