تكنولوجيا الطهي النظيف .. قضية في مجموعة العشرين تسلط الضوء على فقر الطاقة

تكنولوجيا الطهي النظيف .. قضية في مجموعة العشرين تسلط الضوء على فقر الطاقة
300 مليون شخص يحتاجون الوصول إلى تكنولوجيات الطهي النظيفة كل عام.

"التحالف العالمي ضد الجوع والفقر" الذي أطلق خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في يوليو، يمنح البرازيل فرصة جديدة لكي تصبح مجددا بطلة عالمية في معالجة الجوع والفقر، وهي الأجندة التي طرحها الرئيس لولا داسيلفا عالميا في ولايته الأولى في 2003.

ولكن من الضروري أن نفكر في الجوانب المختلفة للفقر كقضية الطاقة وتأثيراتها التي تقودنا إلى مفهوم فقر الطاقة، بحسب .موقع مجموعة العشرين البرازيل

لم يأخذ هذا المفهوم مساحته في النقاش حتى الآن في البرازيل، وتبدو مجموعة العشرين مساحة تسلط الضوء عليه، وتساعد على فهم كيف أن غياب موارد الطاقة في مناطق معينة يشكل عقبة أمام وصول الناس إلى الخدمات الحديثة والتغلب على الفقر.

وفي هذا السياق، وفي إطار عمل فريق التحول في الطاقة ــوبدعم من تجارب السياسات العامة السابقة، مثل "الضوء للجميع"ــ أدرجت الحكومة البرازيلية فقر الطاقة ضمن المواضيع ذات الأولوية، وهو ما يربط القضية الاجتماعية بالتحول في مجال الطاقة.

التفكير في سبل معالجة الجوع والفقر يشير أيضا إلى التفكير في الوصول الشامل إلى الطاقة. والواقع أن الحاجة إلى تبريد الطعام، والإضاءة، وتسخين المياه تشكل تحديات مالية كبرى للأسر ذات الدخل المنخفض والبنية الأساسية الهشة. عندما تواجه هذه الأسر مثل هذه النفقات، فإن الحل الذي أمامها هو استخدام مصادر طاقة أخرى للطهي مثلا.

يعتمد الوصول إلى التكنولوجيات التي تضمن الطهي النظيف على وضع سياسات عامة واستثمارية فاعلة وعلى تمويل عام وخاص.

ولأن أفقر المناطق في آسيا وإفريقيا هي تلك التي يعاني سكانها أكثر من غيرهم عدم القدرة على الوصول إلى الطهي النظيف، فإن إجراءات التعاون بين بلدان الجنوب تشكل ضرورة أساسية لنقل السياسات العامة الناجحة ونشرها.
بالتالي، فإن الاقتراح البرازيلي بإنشاء تحالف عالمي لدعم البلدان ذات القدرات الحكومية المنخفضة في مجال التخطيط للطاقة أمر مثير للاهتمام.

والمساعدة في تطوير سياسات التحول في مجال الطاقة على المدى الطويل في البلدان التي لا تزال تركز تركيزا كبيرا على الطاقات التلقيدية يجب أن تكون طريقا للإسهام في تحقيق هدف الحد من الانبعاثات الكربونية العالمية.

وفقا لأحدث بيانات وكالة الطاقة الدولية، يفتقر نحو 2.3 مليار شخص حول العالم إلى مصادر الطاقة النظيفة، ويعتمدون أساسا على الحطب والكيروسين والفحم للطهي. يعني هذا أن 71.3% من سكان العالم يستطيعون الوصول إلى مصادر الطهي النظيف، مقابل 28.7% ليست متاحة لهم. عند النظر إلى البيانات حسب المناطق، التفاوت مذهل.

تملك منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا أدنى نسبة وصول، 18.5% فقط من السكان. ثم منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بنسبة تبلغ 72.2%، أعلى قليلا من المتوسط العالمي. باستثناء هاتين المنطقتين، تبلغ النسب المئوية في جميع المناطق الأخرى نحو 90% أو أعلى.

ولعكس هذا السيناريو غير المتكافئ وتحقيق هدف صافي انبعاثات صفري بحلول 2050، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن ما يقارب 300 مليون شخص يحتاجون إلى الوصول إلى تكنولوجيات الطهي النظيفة كل عام، مثل الغاز النفطي المسال، ومواقد الكتلة الحيوية (خاصة في المناطق الريفية)، والغاز الحيوي، والإيثانول، والكهرباء. مع ذلك، يعتمد التوسع في استخدام مثل هذه المصادر للطاقة على زيادة هائلة في الاستثمارات من المفترض أن تصل إلى 8 مليارات دولار سنويا بحلول 2030.

توضح هذه الأرقام مدى ضرورة معالجة فقر الطاقة في العالم. وينبغي أن يكون الموضوع محل مناقشات واسعة النطاق في الجهات الفاعلة السياسية، مثل الحكومات والبرلمانات والأحزاب والنقابات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لمعالجة قضيتين أساسيتين: وضع سياسات عامة قوية تسهم في تطوير تكنولوجيات الطاقة الجديدة التي تساعد على تخفيف الثقل على ميزانيات الأسر، ووسائل تمويل من القطاعين العام والخاص تدعم خفض انبعاثات الغازات الدفيئة على المدى الطويل.

وفي هذا السياق، تبرز مجموعة العشرين منبرا أساسيا يعمل على تحفيز جهود مشتركة لمكافحة فقر الطاقة.

الأكثر قراءة