"المباني الصفرية" تتوسع في السعودية .. 30 % وفورات الطاقة سنويا

"المباني الصفرية" تتوسع في السعودية .. 30 % وفورات الطاقة سنويا
يعد مركز الملك عبدالله المالي في الرياض من المباني التي تحقق كفاءة في الطاقة أعلى مقارنة بنظيراتها التقليدية

 تتجه سوق المباني الصفرية في السعودية إلى التوسع مع إسهامها في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل لـ30% وتحققيها وفورات في الفواتير تقدر بين 3 و8 آلاف ريال سنويًا للمبنى الواحد، وفق ما ذكره محمد الصرف رئيس مجلس إدارة جمعية محترفي الاستدامة السعودية.


الصرف أوضح بأن تكلفة المنازل الصفرية في السعودية أعلى ما بين 10 و 30% من المنازل التقليدية اعتمادا على التصميم وميزات كفاءة الطاقة، مشيرا إلى أن الاستثمار في تقنيات البناء المستدامة، سيوفر فرص عمل كبرى في قطاعات البناء والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.


وتعرف المباني الصفرية بأنها تلك التي تنتج كمية من الطاقة تساوي أو تزيد على الكمية التي تستهلكها خلال العام، وتُحقق ذلك من خلال استخدام تقنيات متقدمة للطاقة المتجددة مثل: الألواح الشمسية وتوربينات الرياح.


وتتوسع سوق الإسكان تدريجيًا في السعودية مع التقدم في التكنولوجيا وانخفاض تكاليف أنظمة الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن يتقلص الفرق في السعر بين المنازل الصفرية والمنازل التقليدية خلال السنوات القادمة.


وقال: إنه مع زيادة الطلب على العيش المستدام في السعودية، يمكن أن يكون للمنازل الصفرية قيمة إعادة بيع أعلى، إذ أن المشترين أكثر وعيًا بالبيئة، ما يخلق سوقًا للعقارات ذات الكفاءة الطاقية، وتباع معظم العقارات ذات ميزات توفير الطاقة بأكثر من 5% إلى 10% من المنازل التقليدية، اعتمادًا على الموقع وظروف السوق.


من جهته كشف لـ"الاقتصادية" حسام الشريف رئيس مركز التميّز للطاقة المتجدّدة وتقنيات التخزين في جامعة كاوست عن مبادرات تعتمد على التقنيات المبتكرة في أبحاث الطاقة، والتي تتمثل في أخذ الاختراعات الموجودة في كاوست، ومحاولة ترجمتها إلى منتجات تجارية، حيث إن بعض المجالات المهمّة للانتقال إلى الطاقة المتجددة تشمل البطاريات، متوقعا أن تصل قيمة سوق البطاريات إلى 400 مليار دولار بحلول 2030 على مستوى العالم بما في ذلك سلسلة التوريد.

وأكد الشريف من الضروري أن تشرع السعودية في برنامج بحث قوي في هذا المجال وتعتمد المواد الكهروضوئية إلى حد كبير على السيليكون، حيث يتم العمل على تطوير مواد جديدة أسهل في إعادة التدوير وأكثر كفاءة، وتطوير تقنيات تبريد متقدّمة، بما أن المنطقة ذات طبيعة حارة، وهذه التقنيات تتيح تبريداً خالياً من الكهرباء، باستخدام خصائص بعض المواد، التي تمكنها من تبريد المباني ومراكز البيانات والبطاريات بفعالية في جميع أنحاء السعودية، إضافة إلى العمل على الهيدروجين والوقود الكيميائي لتخزين كمية أكبر من الطاقة لفترة أطول.

وفي المقابل، أوضح محمد معافى خبير في الطاقة المتجددة والمباني الصفرية والمباني المستدامة لـ"الاقتصادية" بأن سوق الأبنية الصفرية في السعودية ما زالت صغيرة إذ تقدر بأقل من 1% من حجم سوق البناء في السعودية.

وقال معافى: إن من أسباب التحديات التي تواجه هذا القطاع من المباني الصفرية، عدم توفر المتطلبات اللازمة للمبنى الصفري، الذي يتطلب وجود تخفيض استهلاك الكهرباء عبر مواصفات خاصة في جانب العزل الحراري والمكيفات المنزلية وكفاءة الأجهزة الكهربائية في المنازل.

ورأى أن الاستثمار في هذه المبالغ يحتاج إلى مبلغ مالي كبير جدا، لكن العائد المالي لهذا الاستثمار غير مجد، إضافة إلى عدم وجود مساحة كافية على أسطح المباني لتركيب الطاقة الشمسية، مؤكدا أن التحديات موجودة في السوق السعودية وحلولها الرئيسة تتمثل في خفض أسعار العزل الحراري وأسعار الأجهزة الكهربائية ذات الكفاءة العالية حتى تحقق هذا التوازن المالي، مبينا أن تكاليف أنظمة الطاقة المتجددة تعد معقولة جدا، بسبب انخفاض الأسعار حاليا. 

الأكثر قراءة