رهان بـ 56 مليار دولار على ارتفاع سوق الأسهم الأمريكية
منذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أدى ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية إلى زيادة أسعار كل شيء، بدءا من أسهم شركات التكنولوجيا والتصنيع العملاقة إلى العملات المشفرة.
أدى جنون التداول في العملات المشفرة إلى ارتفاع أسعار بيتكوين إلى ما يزيد على 90 ألف دولار وأطلق العنان لاندفاع تاريخي نحو صناديق العملات المشفرة. وارتفعت عملة دوجكوين، بعد أن كشف ترمب عن خطط لإنشاء إدارة كفاءة حكومية تسمى "دي أو جي إي"، سيقودها إيلون ماسك.
ووفقا لـ «وول ستريت جورنال» اندفع المستثمرون نحو صناديق تتبع الأسهم الأمريكية واختاروا أسهما يمكن أن تحقق أرباحا، إذا ما استمرت الارتفاعات التي دفعت مؤشر إس آند بي 500 لتجاوز 6000 نقطة لأول مرة، في الوصول به إلى مستويات جديدة.
السوق تجتذب ثاني أكبر حصيلة منذ 16 عاما
اجتذبت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة وصناديق الاستثمار المشترك ما يقارب 56 مليار دولار في الأسبوع المنتهي يوم الأربعاء، ثاني أكبر حصيلة أسبوعية في السجلات منذ 2008، وفقا لبيانات إي بي إف آر. واجتذبت هذه الصناديق تدفقات لمدة 7 أشهر متتالية، وهي أطول سلسلة منذ 2021، عندما أدى انهيار في السوق إلى هبوط الأسهم إلى مستويات قياسية مكررة.
قال عديد من المستثمرين إنهم يتوقعون ضرائب ولوائح أقل خلال فترة ولاية ترمب الثانية، وهذا هو ما يدفع التفاؤل الحالي في السوق.
قال دومينيك ريزو، مدير محفظة التكنولوجيا في شركة تي رو برايس، إن الرسوم الجمركية يمكن أن تعزز التصنيع الأمريكي، وتؤدي إلى زيادة الإنفاق والاستثمار المحليين، بينما يشعر مستثمرون آخرون بالارتياح ببساطة لأن الانتخابات مرت.
ازدادت نسبة المستثمرين الذين شملهم استطلاع الجمعية الأمريكية للمستثمرين الأفراد الذين أعربوا عن تفاؤلهم إلى 49.8% الأسبوع الماضي، بينما تراجعت نسبة من أبدوا مشاعر محايدة إلى أدنى مستوى منذ 2022. وأفاد نحو 40% من المشاركين في الاستطلاع بأن الانتخابات الأمريكية جعلتهم أكثر تفاؤلا تجاه السوق. ويركز المستثمرون على الانتقال الرئاسي وكيف يحدد الفائزين والخاسرين في السوق.
ويُحذر بعض مراقبي السوق من أن المستثمرين قد يكونون متسرعين في التمسك بالسياسات التي تعزز الأسواق، مع تجاهلهم للخطط التي قد تؤجج التضخم وتقلبات السوق.
تذبذبت الأسهم في نهاية الأسبوع الماضي، وتراجعت عملة بيتكوين. وتعثرت أسهم تيسلا في الجلسات الأخيرة، بعدما ارتفعت عقب الانتخابات ودفعت القيمة السوقية للشركة إلى تجاوز تريليون دولار. كذلك انخفضت أسهم مجموعة ترمب للإعلام والتكنولوجيا 12% خلال الأسبوع.
رغم ذلك، أغلق مؤشر إس آند بي 500 ومؤشر ناسداك المركب يوم الجمعة عند نحو 3.2% من أعلى مستوياتهما القياسية. ومع قرب نهاية 2024، فإن مؤشر إس آند بي 500 في طريقه للقفز أكثر من 20% هذا العام، وهو العام الثاني على التوالي الذي يحقق فيه مكاسب بهذا الحجم. إنه تقدم متتالي لم يُشاهد إلا 3 مرات على مدى القرن الماضي، وفقا لدويتشه بنك.