قادة «العشرين» يتعهدون بفرض ضرائب أكثر فاعلية على فائقي الثراء
أكد قادة الدول الصناعية والناشئة الرائدة في العالم في البيان الختامي لقمة العشرين اليوم، عن التزامهم بفرض ضرائب أكثر فاعلية على فائقي الثراء.
ودفعت البرازيل، بصفتها الدولة المضيفة إلى تشكيل جدول الأعمال وإدراج أولويات رئيسية من رئاستها لمجموعة العشرين في الوثيقة، بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ، إلى جانب جهود إصلاح المنظمات الدولية.
قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو التي تختتم فعالياتها اليوم بتحقيق اختراق غير متوقع، حيث أصدر الأعضاء إعلانا ختاميا في اليوم الأول من المحادثات، رغم أنه تضمن تصريحات عامة فقط حول النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
كما تم التأكيد على الهدف الدولي المتفق عليه للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
ورغم المخاوف الأولية بشأن احتمال وجود خلافات من الرئيس الأرجنتيني الليبرالي، خافيير ميلي، تمكنت مجموعة العشرين من التوصل إلى إعلان مشترك مكون من 85 نقطة.
وهناك نقطة رئيسية تم الاتفاق عليها خلال القمة كانت الدفع نحو إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث دعا الإعلان الختامي إلى مجلس أكثر "تمثيلا وشمولا وكفاءة وفاعلية وديمقراطية وخضوعا للمساءلة".
القمة شهدت إطلاق التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، إذ أكد البيان الختامي أن الجوع لا ينجم عن نقص الموارد أو المعرفة، بل عن نقص الإرادة السياسية لضمان وصول الغذاء للجميع.
مكافحة الفقر والجوع
أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن إطلاق "التحالف العالمي ضد الجوع والفقر" في بداية قمة مجموعة العشرين في ريو.
وقال لولا: "الجوع والفقر ليسا نتيجة للندرة أو الظواهر الطبيعية"، بل هما نتيجة لقرارات سياسية تؤدي إلى استبعاد جزء كبير من الإنسانية.
وتعد هذه المبادرة واحدة من الموضوعات الرئيسية في رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين، التي تجمع أكبر اقتصادات العالم، وقد لقيت دعما علنيا من 81 دولة.
وقال لولا إن المجموعة ستتبادل الخبرات وتنسق التدابير من أجل الأمن الغذائي: "سيكون هذا أعظم إرث لنا"، مشيرا إلى أن مكافحة الجوع والفقر هي شرط أساسي لبناء عالم سلمي.
بدوره تعهد بنك التنمية الأمريكي بالفعل بتقديم 25 مليار دولار للمبادرة، فيما طالبت منظمة أوكسفام غير الربحية بأن تقوم دول مجموعة العشرين نفسها بالاستثمار العام بشكل كبير في أعمال الزراعة الصغيرة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين: إن الاتحاد الأوروبي سيشارك أيضا في هذه المبادرة.
إصلاح المؤسسات العالمية
دعا لولا أيضا إلى تعزيز التعددية، مؤكدا الحاجة إلى مؤسسات عالمية أكثر شمولا وتمثيلا لضمان الاستقرار وتعزيز السلام.
وقال: "استقرار العالم يعتمد على مؤسسات أكثر تمثيلا، هناك أهمية لتضمين أصوات متنوعة في منتديات اتخاذ القرار.ووصف هذه التنوع بأنه طريق السلام وضروري لتحقيق التوازن في الحوكمة العالمية.
المناخ
وناشدت أذربيجان، مضيفة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب29)، أمس الاثنين دول مجموعة العشرين إرسال إشارة إيجابية بشأن ضرورة التصدي لتغير المناخ وكذلك تقديم تفويضات واضحة للمساعدة في إنقاذ المحادثات المتعثرة في باكو.
ومع اتجاه العالم لتسجيل العام الأعلى حرارة على الإطلاق، يسعى القادة إلى تعزيز جهود مكافحة تغير المناخ قبل عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
ووردت تقارير عن عزمه الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والتراجع عن السياسة الأمريكية بشأن الاحتباس الحراري.
الشرق الأوسط
أعرب الإعلان الختامي عن "قلق عميق بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة والتصعيد في لبنان".
وأشار إلى ضرورة توسيع المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وتعزيز حماية السكان المدنيين، في رسالة واضحة لإسرائيل.
كما أكدت مجموعة العشرين على "حق الفلسطينيين في تقرير المصير" و"التزام لا يتزعزع برؤية حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".