هل لمشروبات الطاقة مخاطر صحية؟
هل تشرب مشروب طاقة يوميا؟ ربما تشربه للحصول على جرعة من الكافيين في بداية اليوم، أو للخروج من ركود ما بعد الظهر في العمل، أو لمساعدتك في تمرين في صالة الألعاب الرياضية.
أصبحت مشروبات الطاقة أكثر انتشارا بسبب الترويج اللامتناهي من شخصيات وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب مجلة فورتشن.
أصبحت "برايم"، إحدى أشهر العلامات التجارية -التي حققت 16.2 مليون دولار في الربع الأول من 2024- محط أنظار كثيرين بعد أن شوهد دونالد ترمب وإيلون ماسك أخيرا وهما يحتسيان أحد مشروبات الشركة خلال النزال الذي طال انتظاره بين المؤثر جيك بول وأسطورة الملاكمة السابق مايك تايسون.
لكن شرب مشروبات الطاقة يأتي مع بعض التنازلات، مثل الآثار الجانبية المحتملة الناجمة عن استهلاك كميات كبيرة من الكافيين وقائمة طويلة من المكونات المصنعة.
ما الذي يريد الخبراء أن نعرفه بشأن مشروبات الطاقة والجرعة العالية من الكافيين؟
أولا، ما الذي يوجد في مشروبات الطاقة؟ تحتوي كل علامة تجارية من مشروبات الطاقة على مكوناتها الخاصة، بعضها طبيعية أكثر من غيرها، لكن دراسة نُشرت في 2022 حددت المكونات الأكثر شيوعا: الكافيين والسكر أو المحليات الصناعية والجنسنج والكرياتين وعادةً ما تتضمن نكهات صناعية أو طبيعية، وألوان، ومواد حافظة، وسكريات صناعية مثل السكرالوز والإينوزيتول.
تقول أخصائية التغذية، سوزان كيتشن: إن الكافيين منبه يعزز التركيز ويحسن اليقظة، ويمكن أن يقلل من جهدك المتصور، ما يجعله معززا رائعا للأداء. لكن ما يثير قلق خبراء التغذية، مثل كيتشن، هو المحتوى العالي من الكافيين. مثلا، علبة سعة 12 أونصة من برايم إنيرجي تحتوي على 200 مليجرام من الكافيين.
"هذا أعلى كثيرا من القهوة والإسبريسو"، كما تقول كيتشن. تحتوي القهوة على نحو 95 مليجراما في كوب سعته 8 أونصات. وتناول الكافيين بكميات كبيرة يأتي مع آثار جانبية خطيرة مثل زيادة معدل ضربات القلب، والخفقان، وارتفاع ضغط الدم، والأرق، والقلق. ولأن بعض الناس أكثر حساسية للكافيين من غيرهم فقد يعانون آثارا جانبية من جرعات أقل.
وبحسب إرشادات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يجب على الناس أن يقتصروا على مشروبين في اليوم.
لكن مشروبات الطاقة هذه قد لا تكون المصدر الوحيد للكافيين الذي يتناوله الناس، كما تشير كيتشن. يمكن للقهوة والشاي أن يدفعا الشخص بسهولة إلى تجاوز 400 مليجرام، ما يؤدي إلى تركيزات عالية من الكافيين في نظامه، ويستغرق تخلص الجسم من الكافيين كاملا نحو 12 ساعة.
إلى جانب التركيزات العالية من الكافيين، السكريات الاصطناعية مثل السكرالوز والإينوزيتول تثير القلق أيضا، ففي حين أن الآثار طويلة المدى غير معروفة، كما تقول كيتشن، فإن هذه المحليات الاصطناعية يمكن أن تؤدي إلى اضطراب في المعدة ومن الأفضل تجنبها. ربطت دراسة نُشرت في 2023 المحليات الخالية من السعرات الحرارية بزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو الوفاة.
ووجدت دراسة أجريت في 2020 أن استهلاك مشروبات الطاقة كان مرتبطا بالأرق والقلق وارتعاش اليدين واضطراب الجهاز الهضمي.
وعادةً ما يتناول الناس هذه المشروبات، لأنهم يبحثون عن مزيد من الطاقة، لكن كيتشن تقول: إن التسويق مضلل. وعلى الرغم من أن الكافيين يمكن أن يعزز التركيز ويساعد على أداء التمارين الرياضية، فإن هذا يعود إلى تأثير عصبي، فهو في الواقع لا يزودك بالطاقة، الشيء الوحيد الذي يزودك بالطاقة هو السعرات الحرارية.
عندما تسأل نفسك لماذا تبحث عن دفعة من الطاقة، فقد تصل إلى جذر بعض المشكلات الصحية التي تؤدي إلى انخفاض الطاقة، كما تقول كيتشن، مثل عدم الحصول على قسط كاف من النوم، أو عدم تناول ما يكفي من الطعام.