عودة تعريفات ترمب تهز ثقة المتداولين والمستثمرين .. تقلبات وأفكار متضاربة
سكب نيك تويدال كوب قهوة على لوحة المفاتيح عندما تسببت عناوين الأخبار حول أحدث تهديدات دونالد ترمب، بالتعريفات الجمركية في انفجار هاتفه بالمكالمات.
قال المخضرم في تداول العملات الأجنبية، الذي مضى على التحاقه بشركة أيه تي جلوبال ماركتس 26 عاما، بعد أن تسببت منشورات لترمب على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، في ارتفاع الدولار: "إنه أمر سيئ أن يتكرر المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي مرة أخرى".
أضاف تويدال، الذي حقق مكاسب من الرهان على مراكز مكشوفة على البيزو المكسيكي والدولار الأسترالي: "الشيء الجيد هو أن هناك كثيرا من الفرص لكسب المال هنا خلال السنوات الأربع المقبلة تحت حكم ترمب".
هذا هو أمل المتداولين الذين يستعدون لعودة ترمب وتقلبات السوق التي ستأتي معها، حيث تذوق المستثمرون طعم هذا التقلب بعد أن لجأ الرئيس المنتخب إلى موقع التواصل الاجتماعي "تروث سوشال" وتعهد بفرض مزيد من التعريفات الجمركية على الصين والمكسيك وكندا، وهي أول تهديدات محددة للحد من تدفقات التجارة العالمية منذ فوزه في انتخابات الخامس من نوفمبر.
وساعد تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية 25% على المنتجات من المكسيك وكندا في دفع عملتي الدولتين إلى الانخفاض أكثر من 1% مقابل الدولار، وأدى إلى تضخيم التقلبات في سوق الصرف الأجنبية البالغ 7.5 تريليون دولار يوميا. وانخفض اليوان الخارجي مقابل الدولار، ضمن انخفاض واسع النطاق في عملات الأسواق الناشئة.
في نيويورك، هرع المتداولون والمحللون إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بعد انتشار الأخبار، ومن بينهم إريك مارتينيز ماجانا، إستراتيجي في باركليز بي إل سي، الذي أوصى العملاء بالنظر في مراكز البيزو المكسيكي الدائنة والمكشوفة بالدولار.
قال: "كان ترمب جادًا بشأن التغييرات في سياسات الهجرة والتعريفات الجمركية، مع استهداف المكسيك مباشرة"، ويتوقع أن يضعف البيزو أكثر ويصل إلى نحو 21.5 مقابل الدولار، حيث كان عند 20.50 يوم الثلاثاء.
كذلك تعرضت الأسهم الآسيوية لضغوط مع استيعاب المتداولين للأخبار، وتضررت بشكل خاص الشركات المرتبطة بالتصدير، مثل الإلكترونيات والآلات.
قال كالفين يوه، الذي يساعد على إدارة صندوق ميرليون في بلو إيدج أدفايزرز: إن التداول في الأسواق يشبه خوض سباق حواجز، لكن في ظل رئاسة ترمب، الأمر يشبه القيام بذلك "تحت مدفع هاون (...) إنه صعب بما فيه الكفاية حتى مع وضوح الاتجاه، لكنك لا ترى المتاعب الحقيقية قادمة".
كانت التقلبات الجامحة التي أعقبت منشورات ترمب تذكيرا بمدى التقلبات التي يمكن أن تسببها تعليقاته، وإلى أي مدى يمكن أن تنتشر.
خلال ولايته الأولى، كانت منشورات ترمب تتسبب في بعض الأحيان، في تقلبات مفاجئة في السوق، تؤدي إلى قلب جداول عمل المستثمرين ونومهم في جميع أنحاء العالم.
ومن بين أولئك الذين يستعدون لمزيد من الهزات السوقية، تسوتومو سوما، وهو متداول مخضرم في السندات والعملات يعمل منذ 39 عاما - مقره في طوكيو. قال: "إنها بيئة جيدة للتداول. ستكون العناوين الرئيسة مهمة للغاية في رئاسة ترمب - سيكون هناك كثير من التكهنات والأفكار المتضاربة".
على بعد أكثر من 3 آلاف ميل في سنغافورة، يتخذ مانيش بهارجافا ما يرجح أن يكون خطوة شائعة في أوساط المتداولين في جميع أنحاء العالم على مدى الأشهر المقبلة: الاشتراك في تروث سوشال، ما يسمح له بمراقبة منشورات ترمب عن كثب.
قال الرئيس التنفيذي لشركة ستريت إنفستمنت مانجمنت: "مراقبة منشوراته عن كثب أمر ضروري. نظرا لتاريخ ترمب في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أفكاره ونواياه السياسية غير المقيدة، يمكننا توقع نمط مماثل في المستقبل".