وداعا للصبّات والتحويلات مع مترو الرياض.. اشحنوا جوالاتكم لتوثيق ما تحت الأرض
إذا كنت قادما من خارج الرياض يبدو من الصعب التجول في الشوارع دون أن تكون بطارية هاتفك المحمول ممتلئة، ليس بهدف التواصل مع الأحبة أو التقاط صور تذكارية، بل لمعرفة وجهتك القادمة بواسطة تقنية الخرائط "جي بي إس".
الشيء نفسه ينطبق حاليا على سكان العاصمة السعودية الذين أصبحوا يتعرفون على مدينتهم عبر تطبيق جوجل ماب الذي يرشدهم إلى أماكن الفعاليات والأنشطة شمالا وجنوبا في ظل وجود الصبّات والتحويلات مع زخم مشاريع الإنشاءات الحكومية التي انطلقت لتنفيذ مشروع مترو الرياض مطلع أبريل 2014.
بعد مرور نحو 10 سنوات، تبدو القصة مختلفة بعض الشيء، حيث يتحتم على الجميع شحن جوالاتهم بشكل يكفي لتوثيق تجربة جديدة تحت الأرض، إذ ينتظر سكان الرياض عالم جديد بفضل مترو الرياض الذي سيتم افتتاحه الجزئي خلال ساعات.
كان مصدر مطلع لـ"الاقتصادية" قد ذكر أن مترو الرياض الذي يبلغ طوله 176 كم، سيتم افتتاحه جزئيا بـ3 مسارات من المرحلة الأولى وهم من العروبة إلى البطحاء وطريق مطار الملك خالد ومحور تقاطع عبدالرحمن بن عوف والشيخ حسن بن حسين بالطاقة الكاملة، كما سيتم افتتاح 3 مسارات أخرى منتصف ديسمبر المقبل وهم محطات طرق الملك عبدالله والمدينة والملك عبدالعزيز.
وتشكل التصميمات الخارجية لمحطات مترو الرياض البالغ عددها 84 محطة عالم جديد، وفي الصدارة تبرز محطة مركز الملك عبدالله المالي التي صممتها المعمارية الراحلة زها حديد وتبدو من الخارج مثل سلسلة من الأمواج الموصولة بشاشات من المشربيات المعقوقة، وارتكزت في بنائها على الدمج بين النسيج الحضري الذي تشكله منطقة الملك عبدالله المالية كونها ضمن أهم المراكز المالية في الشرق الأوسط، وبين البيئة والثقافة السعودية من خلال إضفاء طابع عربي على التصميم، وكل ذلك بأحدث التقنيات وأنظمة الاتصال كدلالة على ما وصلت إليه السعودية من تفوق رقمي وتقني خلال السنوات الأخيرة.
التناغم والاندماج مع البيئة الخارجية المحيطة، تعد معايير لم تقتصر فقط على محطة مركز عبدالله المالي، بل تم تطبيقها على جميع تصميمات المحطات الأخرى لتشكل في النهاية معالم جديدة في كل مدينة يمر عبرها القطار الذي يعتمد على التشغيل الآلي بالكامل، أما داخل المحطات فينتظر الركاب عالم جديد تحت الأرض بداية من مداخل ومخارج المحطات التي تتسم بالفخامة والراحة.
ومرورا بالمرافق المساندة للمترو مثل مواقف السيارات ومكاتب خدمة العملاء وماكينات التذاكر، ووصولًا إلى حوائط المحطات التي ستحتوي على كثير من الجداريات التي تجسد الثقافة السعودية وكل ذلك قبل الوصول إلى العربات نفسها والتي تعد هي الأخرى قطعة فنية من حيث التصميم والأناقة والدهشة في الألوان والأفكار الإبداعية.
هذا التكامل من الداخل والخارج من حيث التصميم وتوفير أحدث التقنيات وآخر طرازات تأثيث المقصورات من الداخل أو أماكن الانتظار والتوقف، لن يجعل مترو الرياض مجرد وسيلة سريعة وآمنة فقط بالنسبة إلى الركاب، بل معلما يستحق الزيارة والتقاط الصور داخل محطاته التي ستشكل صورة جديدة للعاصمة السعودية.
بالتالي على صناع المحتوى ومحبي التصوير أن يستعدوا جيدًا لتخليد تلك اللحظات، أما الركاب فعليهم الذهاب قبل مواعيدهم للاستمتاع بعالم جديد بات الآن واقعا حقيقيا تحت أرض الرياض.