أسهم الصين تضغط على نظيراتها الآسيوية بعد صدور بيانات التضخم
تراجعت الأسهم الصينية، ما أثر على أداء الأسواق الآسيوية بشكل عام، بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة التي جاءت أضعف من المتوقع، ما يعكس استمرار معاناة ثاني أكبر اقتصاد في العالم لتحقيق التعافي.
وألغى مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم آسيا مكاسبه المبكرة، مع تراجع مؤشر "سي إس آي 300" الصيني للجلسة الثانية على التوالي. وانخفضت الأسهم في هونغ كونغ وأستراليا، بينما حققت مكاسب في اليابان. وارتفعت العقود الآجلة الأميركية بشكل طفيف بعد إغلاق مؤشر "إس آند بي 500" على استقرار تقريباً يوم الجمعة. في حين قفزت عملة بتكوين إلى مستوى قياسي جديد.
وارتفعت مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 3 % على أساس سنوي، وهو أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت "بلومبرغ" آراؤهم، والتي قدرت نمواً بنسبة 5%. يأتي ذلك بعد أن تراجعت الأسهم يوم الجمعة بسبب خيبة الأمل من وعود بكين بدعم الاستهلاك دون تقديم تفاصيل واضحة بشأن الحوافز المالية.
وقالت شاروتشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس"، إن بيانات مبيعات التجزئة "تعكس الوضع المتدهور هناك، وكيف أولت جهود التحفيز الأولوية للشكل العام بدلاً من تقديم تحسينات اقتصادية حقيقية".
جاء تراجع الأسهم الآسيوية وسط استعداد المستثمرين لأسبوع التداول الكامل الأخير هذا العام، الذي يتضمن سلسلة من اجتماعات البنوك المركزية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي، وبنك اليابان، وبنك إنجلترا.
ويترقب المتداولون احتمال جني الأرباح من المكاسب القوية التي حققتها الأسهم العالمية هذا العام، والتي ارتفعت بنسبة تقارب 20 % بفضل صعود أسهم التكنولوجيا الأمريكية وحالة التفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي.
افتتح مؤشر "كوسبي" الكوري الجنوبي مرتفعا يوم الاثنين بعد عزل الرئيس يون سوك يول في عطلة نهاية الأسبوع، لكنه سرعان ما تخلى عن مكاسبه. وتعهد بنك كوريا باستخدام "جميع الأدوات السياسية المتاحة" لتحقيق الاستقرار في أسواق الأسهم والعملات بعد العزل الذي تم يوم السبت.
كتبت كاثلين أوه، الخبيرة الاقتصادية في "مورغان ستانلي"، في مذكرة للعملاء "التصويت السريع على العزل يزيل حالة عدم اليقين على المدى القريب وقد يوفر بعض الدعم المؤقت للمعنويات".
وأضافت: "إذا تسارعت الأحداث نحو انتخابات جديدة، فإننا نتوقع تأثيرا محدودا على الاقتصاد الحقيقي، رغم استمرار المخاطر في حال طالت حالة عدم اليقين أكثر من الحالات السابقة التي استمرت من شهرين إلى ثلاثة أشهر".
ارتفعت السندات الأميركية بشكل طفيف بعد أن سجلت السندات القياسية لأجل 10 سنوات أسوأ أداء أسبوعي لها منذ أكتوبر 2023. وانخفض العائد بمقدار نقطة أساس واحدة ليصل إلى 4.39% بعد ارتفاعه بمقدار 24 نقطة أساس الأسبوع الماضي. كما تراجع مؤشر الدولار الخاص بـ"بلومبرغ" بشكل طفيف بعد صعود استمر أسبوعين.
وفي أعقاب سلسلة من البيانات المتباينة الأسبوع الماضي، خفض متداولو عقود المبادلة رهاناتهم على مسار التيسير النقدي للاحتياطي الفيدرالي. أصبحوا الآن يتوقعون نحو ثلاث تخفيضات بمقدار ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، مقارنة بتوقعات سابقة ترجح احتمالا بأكثر من 50 % لخفض رابع. وقد نشهد مزيدا من التراجع في هذه التوقعات.
ويرى محللو "غولدمان ساكس"، بمن فيهم جان هاتزيوس، أن الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، ثم يبقيها دون تغيير في يناير، وذلك بعد توقعهم السابق بخفض الفائدة الشهر المقبل. وكتب المحللون في مذكرة للعملاء "تعليقات مسؤولي الفيدرالي أشارت بوضوح إلى رغبة في إبطاء وتيرة التيسير قريباً".