أسهم الشركات الفاخرة الأوروبية تحلق في الصين وأمريكا مع نهاية العام
تنتعش أسهم الشركات الفاخرة الأوروبية بعد عام سيئ، حيث يأمل المستثمرون أن تدعم تدابير التحفيز الصينية الاقتصاد والاستهلاك.
يبدو أن التفاؤل يعود بعد الجهود الأخيرة التي بذلتها بكين لدعم الاقتصاد، والتي وجهت أسهم الشركات الفاخرة نحو المسار الصحيح لتحقق أفضل شهر لها منذ فبراير. وارتفعت سلة جولدمان ساكس التي تتبع القطاع أكثر من 8% في ديسمبر، ما قلص انخفاضها منذ بداية العام إلى 1% فقط.
يمثل المستهلكون الصينيون 15% تقريبا من سوق السلع الفاخرة العالمية وأي تدابير تحفيز مستقبلية قد تشعل شرارة ارتفاع الأسهم. وقد يأتي مكسب آخر محتمل للطلب على السلع الفاخرة في العام المقبل من الولايات المتحدة، إذ قد تساعد خطط الرئيس المنتخب دونالد ترمب لإلغاء القيود على الاقتصاد وخفض الضرائب في زيادة الإنفاق الاستهلاكي.
قالت دورا بوكولشيكوفا، مديرة المحفظة في روبيكو سويسرا: "بالنسبة إلى عديد من الشركات الفاخرة، تظل الصين والولايات المتحدة محفزات رئيسة على المدى القريب. نحن متفائلون بشأنهما" حتى لو كان التوقيت الدقيق للتحول "لا يزال غير مؤكد".
كان هذا العام صعبا على "إل في إم إتش"، أكبر سهم فاخر في العالم، والتي كانت أكبر شركة مدرجة في أوروبا قبل أن تتفوق عليها شركة الأدوية نوفو نورديسك.
انخفضت أسهم "إل في إم إتش" 14% حتى الآن هذا العام، وهو أسوأ أداء لها منذ الأزمة المالية العالمية. ويتداول السهم الآن عند مكرر 22 مرة وفق سعره إلى الأرباح المستقبلية لمدة 12 شهرا، وهو أقل من متوسط يبلغ نحو 25 مرة منذ 2018.
على صعيد أكثر إشراقا، رفعت علامة الأزياء الفاخرة برونيلو كوتشينيلي توجيهات أرباحها الأسبوع الماضي، إذ أشار محللون إلى انكشاف الشركة للولايات المتحدة.
قال جيلز روثبارث، الرئيس المشارك للأسهم الأوروبية في بلاك روك فندمينتال إيكويتيز: "أظهرت أحدث نتائج الشركات تحسنا لبعض الشركات ذات الوضع الجيد في السوق الأمريكية والأوروبية. إن استمرار هذا الاتجاه، مدعوما بتحسن ثقة المستهلك، وزيادة الأجور، وسلوك القطيع بعد الانتخابات في الولايات المتحدة، يمكن أن يساعد شركات السلع الفاخرة".
القطاع ليس خاليا من التحديات إذ تلوح في الأفق حرب تجارية متجددة بين الولايات المتحدة والصين. وفي الصين، يدير بعض المستهلكين ظهورهم للسلع الفاخرة لأنهم قلقون بشأن حالة الاقتصاد وآفاق أعمالهم. كما أدى ارتفاع أسعار السلع الفاخرة إلى تقليص الطلب.
قالت زوزانا بوسز، محللة في يو بي إس جروب في لندن: "إن علامات النمو البطيء للسلع الفاخرة، مع تساؤل المستهلكين بشكل متزايد عن القيمة مقابل المال التي تقدمها بعض العلامات التجارية، تشير إلى أن التعافي المحتمل قد يأتي في 2026 فقط".
كما تشير أسعار الأسهم المتباينة إلى بيئة حذرة. تجنب المستثمرون الشركات التي تمر بعملية تحول. انخفضت أسهم شركة كيرينج المالكة لغوتشي، وسالفاتوري فيراغامو، ومجموعة بربري، وهوغو بوس، بأكثر من 30%. وعلى النقيض من ذلك، شهدت الشركات التي تخدم العملاء الأكثر ثراء - مثل هيرميس إنترناشيونال وبرونيلو كوتشينيلي، ارتفاع أسهمها نحو 20%.
يقول بعضهم إنه من المهم أن تكون انتقائيا عند اختيار أسهم السلع الفاخرة.
قال مارسيل ستوتزل، مدير المحفظة في فيديليتي إنترناشيونال، في مقابلة إنه يرى أن 2025 "عام انتقالي" للصناعة، تعتمد فيه أي رهانات على حدوث "انتعاش كبير" على ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة.